من الواضح للجميع وجود تأثير لنشاط المشروعات الانشائية جراء تفشى فيروس كورونا المستجد، الذى يؤثر بدوره على معدلات تنفيذ الأعمال فى مشروعات العقارات والبنية التحتية.
ومما لا شك فيه أن حزمة القرارات التي أصدرتها الحكومة والبنك المركزى مؤخراً كان لها دوراً كبيراً في الحفاظ على استقرار وتوازن السوق وحمايته من الكساد، وننتظر من الحكومة إعلان المزيد من الإجراءات التى تمكن الشركات المتوسطة والصغيرة من الدخول فى المشروعات القومية الكبرى وعدم اقتصارها على كبرى الشركات فقط، إلى جانب تلبية مطالب هذه الشركات ومساندتهم لزيادة حجم أعمالهم خاصة وأن التأثير الأكبر فى هذه الأزمة يكون على الشركات الصغيره والمتوسطة.
وبالرغم من تداعيات أزمة كورونا الا أننا نشهد طفرة انشائية يصعب علينا التضحية بها فى ظل هذة الظروف الصعبة فهناك العديد من المشروعات المصيرية فى عمر مصر مثل العاصمة الادارية ومدينة العلمين الجديدة ومدينة الجلالة والمنصورة الجديدة وغيرها من المشروعات القومية الكبرى ، لذلك يجب علينا الحفاظ على هذا التقدم مع الأخذ فى الاعتبار والتشديد على اجراءات السلامة ومتطلبات تأمين الصحة للتحصن من هذا الفيرس ، و يجب على أصحاب الشركات توفير كل المستلزمات الطبية اللازمة لضمان استمرار العمل وكذلك الاخذ بكل الاجراءات الوقائية ومنها توزيع العمالة لأكثر من وردية لتجنب التواجد بكثافة فى الموقع الواحد حيث أن أرواح العمالة أمانة في رقبة صاحب العمل ويجب الحفاظ عليها من خلال التوازن بين العمل والصحة وعدم التهوين أو التهويل من هذا الفيرس وتوخى كل الحذر.
أما عن الاكتفاء الذاتى من المواد والمنتجات الهندسية اللازمة للمنشآت فهذه الخطوة تحتاج الى تكاتف الحكومة مع المستثمرين لتشجيعهم من أجل العمل على انشاء مصانع جديدة وتطوير المصانع القديمة لكى تستطيع منافسة المنتجات المستوردة ، وهذا يدعم الاقتصاد المصرى بدرجة كبيرة ويوفر فرص عمل كبيرة للعديد من الفئات ، ونأمل أن نشاهد طفرة لهذا النوع من الصناعة كما نشاهد طفرة عقارية واعدة وهذه الخطوة نحتاج الى التعجيل بها لأننا بحاجة الى الاعتماد على هذه المنتجات فى هذه الفترة الطارئة ، و لكن للأسف فى الوقت الراهن لا نستطيع الاعتماد على المنتج المصرى الا فى بعض المعدات والخامات لعدم قدرتها على منافسة نظيرتها المستوردة.
وعلى الجانب الانسانى نناشد الشركات بعدم التخلى عن المهندسين والموظفين والعمالة فى ظل هذه الظروف الصعبة لأننا جميعا نمر بهذا الظرف وفى مركب واحد – كما يقولون – فيجب علينا التكاتف والصبر على المحنة ووقوفنا بعضنا الى بعض وسيرفع الله عز وجل هذا البلاء عن بلادنا قريبا ان شاء الله.
وفى النهاية على الإنسان أن يعلم أن الخير كله بيد الله وأن الله عز وجل هو الحامي، وأن هناك علاج فعال وهو الدعاء والتقرب الى الله عز وجل فعلينا جميعا أن ندعو الله سبحانة وتعالى أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء وأن يحمى بلادنا من كل الشرور.