ظهر في الآونة الأخيرة أشخاص كثيرون ، وعاشوا مجدا مزيفا صنعته ظروف مختلفة واعتبروا أنفسهم ” نمبر وان” في المجتمع، فالمجد السريع الذي لم يرتكز علي قواعد وأسس متينة وحقيقية في الوقت نفسه، يتبعه سقوط سريع أيضا، لأنه بناء هش يسهل سقوطه.
هذا المجد الزائف خلق حالة من الإحباط لدي كثير من الشباب، لكن سرعان ما انتبه البعض الي أن هذه النماذج الواهمة لن تدوم كثيرا خاصة في ظل الرفض المجتمعي لها في وقت من الأوقات.
فالإنسان الذي يستحق لقب ” نمبر وان” هو ذلك الشخص الذي يقتضي به غيره في تحقيق النفع لأقرانه ومجتمعه ككل ، من خلال إرساء قيم مجتمعية حقيقية، وليس سعيا وراء حصد المال عن طريق زعزعة القيم والأخلاق لهدم المجتمع.
ولن استطرد في الحديث عن ذكر النماذج الواهمة، لأن المجتمع سيلفظهم وينبذهم ، ولن يبقي سوى المؤثرين النافعين ، والمجتمع المصري مليء بالنماذج الرائعة والرائدة.
وبما أني أنتمي لطائفة المهندسين، دعوني ألقي الضوء علي أحد المهندسين الشامخين المصريين في المجال الهندسي الذي استطاع التغلب علي الصعاب وانشاء صرح هندسي عملاق ،هو المهندس عثمان أحمد عثمان الذي التحق بكلية الهندسه عن طريق تقديم شهادة فقر لعدم مقدرته علي سداد المصروفات.
هذا المهندس أسس صرحا عملاقا وهو المقاولون العرب الذي يعمل به اكثر من ٧٠ الف موظف ، ولديها أكثر من ٢٩ فرعا علي مستوي العالم.
أمثال هذا الرجل هم نمبر وان بمعني الكلمة ، والذي ينبغي استعراض نجاحاته وتجاربه لتكون بارقة أمل للكثير من شباب المهندسين لبناء مستقبل مشرق محدد الأهداف وعدم الحيد عنه وعدم الشعور بالاحباط.
فلن يصل أحد للقمة دون مواجهة الصعوبات والعراقيل التي يتغلب عليها بالصبر والعمل والاجتهاد من اجل الوصول الي الهدف السامي الذي يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة للوصول له عن طريق متابعه متغيرات السوق واحتياجاته والتسلح بالعلم والمعرفة آخر، وليس بالنظر الي الاشخاص المهزومة أو المنكسرة فيجب عدم الاستسلام للإحباط، بل يجب العمل والاجتهاد لتحقيق الأهداف ، وذلك اتباعا لقول الله عز وجل ( وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون).