شهدت أسعار الذهب ارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء لتلامس المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، قبل أن تعود وتتراجع بشكل طفيف ليستمر التذبذب هو المسيطر على تحركات المعدن النفيس للأسبوع الثاني على التوالي، بينما تنتظر الأسواق البيانات الهامة هذا الأسبوع والتي تبدأ في الصدور يوم الخميس القادم، بحسب جولد بيليون.
وسجلت أسعار الذهب الفورية أعلى مستوى اليوم عند 2000.86 دولار للأونصة قبل أن تعود إلى التداولات عند مستويات افتتاح جلسة اليوم عند 1988.68 دولار للأونصة،. انخفضت أسعار الذهب منذ تسجيلها أعلى مستوى في عام 2023 عند 2048.76 دولار للأونصة بنسبة 2.9% وذلك بعد تصريحات من قبل أعضاء البنك الفيدرالي بشأن ضرورة استمرار رفع الفائدة من قبل الفيدرالي لمواجهة التضخم المستمر، وهو الأمر الذي أثر بالسلب على الذهب الذي يعد مخزن للقيمة ولا يقدم عائد.
وقال تقرير جولد بيليون أنه مع بداية هذا الأسبوع بدأت فترة الصمت والتعتيم لأعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي قبل اجتماعه البنك في 2 – 3 مايو القادم، وهو ما دفع الذهب الذي محاولة التعافي منذ بداية الأسبوع في ظل غياب أي تأثير من تصريحات أعضاء الفيدرالي، ولكن حتى الآن فشل المعدن النفيس في إعادة اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة.
الاتجاه الصاعد لا يزال هو المسيطر على أداء الذهب والتراجعات الحالية تدخل ضمن نطاق التصحيح السلبي بعد ارتفاعه الكبير بداية من شهر مارس الماضي، كما تشير التوقعات أن الذهب سيعيد اختبار أعلى قمة سجلها في تاريخه في 2020 عند المستوى 2075 دولار للأونصة بحلول النصف الثاني من العام، ولكن السياسة النقدية للبنك الفيدرالي ستلعب دور رئيسي في تحركات الذهب.
في المقابل الدولار الأمريكي يشهد ضغط سلبي ناتج عن التوقعات أن الفيدرالي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة بعد اجتماع مايو، وخلال هذا الأسبوع فشل الدولار في التعافي وتحقيق بعض المكاسب وذلك بسبب توقعات أن البيانات التي تصدر هذا الأسبوع ستكون سلبية بالنسبة للدولار.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات سجل انخفاض اليوم بنسبة 0.1% وسجل أدنى مستوياته في أسبوع عند 100.91،
وتنتظر الأسواق صدور بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام مع توقعات بتراجع النمو إلى 2.0% من 2.6%، بينما يصدر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي مع توقعات بتسجيل ارتفاع بنسبة 0.3% في مارس.
انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية منذ بداية الأسبوع بسبب التوقعات أن الفيدرالي سيكتفي برفع الفائدة في اجتماع مايو القادم، وسيوقف دورة رفع أسعار الفائدة بعدها، فقد انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.4% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 3.447%.
أيضاً انخفض العائد على السندات لأجل عامين التي تعد الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.6% ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند 4.0565%.
تقوم الأسواق بتسعير فرصة بنسبة 87.2٪ لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه 2-3 مايو. كما تظهر الأسواق فرصة أكثر من 60% للتوقف عن رفع أسعار الفائدة في اجتماع البنك في يونيو القادم، وتميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى التأثير السلبي على جاذبية الذهب الذي لا يقدم عائد لحامليه. وفي المقابل يتزايد الطلب على السندات الحكومية التي تقدم عائد متزايد.
مجلس الذهب العالمي يظهر بيع البنوك المركزية للذهب في مارس
أفاد مجلس الذهب العالمي نقلاً عن بيانات جديدة لصندوق النقد الدولي (IMF) أن البنك المركزي الروسي باع 3.1 طن من الذهب في مارس حيث مستغلاً موجة الارتفاع الكبير في سعر المعدن النفيس.
كما قامت بنوك مركزية أخرى ببيع الذهب في مارس مستغلين ارتفاع أسعار الذهب وعلى رأسهم البنك المركزي التركي أكبر مشتر للمعدن الثمين في عام 2022، والذي باع في مارس 15 طن من الذهب وهو ما يمثل أول بيع شهري صافٍ منذ نوفمبر 2021 ليخفض احتياطيات البلاد إلى 572 طن. هذا وكانت احتياطيات تركيا الرسمية من الذهب قد ارتفعت بمقدار 148 طناً العام الماضي مسجلة أعلى مستوى على الإطلاق.
خفض البنك المركزي الكازاخستاني احتياطاته من الذهب بمقدار 10.5 طن من الذهب في مارس، ومنذ بداية العام وحتى اليوم خفض حيازاته من الذهب بمقدار 19.6 طن ليصل الإجمالي في البلاد الآن إلى 332 طنًا أدنى مستوى منذ أغسطس 2018.
الأزمة المصرفية وانهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر في الولايات المتحدة وبنك كريدي سويس في سويسرا ساعدت أسعار الذهب على الارتفاع بشكل قياسي في مارس دفع البنوك المركزية إلى زيادة عمليات البيع من احتياطي الذهب لديها للاستفادة من الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب.
إنتاج الصين من الذهب
شهد انتاج الصين من الذهب ارتفاع بنسبة 6.9% خلال الربع الأول من العام 2023 ليعود إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الذهب والمشغولات الذهبية للبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن تقلبات الأسواق المالية.
وأعلن اتحاد شركات الذهب الصينية إن إنتاج الصين من الذهب المحلي قد ارتفع بنسبة 1.9% إلى 48.97 طن خلال الربع الأول مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي حيث عادة القدرة الإنتاجية إلى نفس مستوياتها قبل جائحة كورونا.
ارتفع الاستهلاك المحلي للذهب في الصين التي تعد أكبر مستهلك على مستوى العالم بنسبة 12% عن نفس الفترة ليصل إلى 291.6 طن، بينما استمر البنك المركزي الصيني في شراء الذهب خلال شهر مارس بمقدار 57.85 طن في ظل عمليات شراء مستمرة للشهر الخامس على التوالي ليصل إجمالي احتياطي الذهب إلى 2068.38 طن.