تراجعت أسعار الذهب محلياً خلال تداولات اليوم الأربعاء 10 جنيهات لتستجيب لانخفاض أسعار أونصة الذهب عالمياً وذلك بعد المستويات القياسية التي سجلتها خلال الأيام القليلة الماضية بعد تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأمريكي بعد انهيار بنك سيليكون فالي، بحسب التقرير الفني لجولد بيليون وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم 1900 جنيه للجرام، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 15200 جنيه.
من جهة أخرى استقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري عند المستوى 30.95 جنيه لكل دولار دون تغير الأمر الذي ساهم في هدوء التعاملات في أسواق الذهب اليوم ودفعها إلى التراجع الطفيف، الأسواق المالية تشهد هدوء اليوم ولكن يستمر الترقب والحذر خاصة مع بداية الترويج اليوم لبيع 10% من شركة “وطنية ” و “صافي” سواء إلى مستثمر استراتيجي أو الطرح في البورصة، هذا بالإضافة إلى القرار الرئاسي بنقل ملكية أسهم شركة مصر القابضة للتأمين إلى صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، وفق gold Bullion،.
القرار الرئاسي يمنح صندوق مصر السيادي الحق في طرح حصص من الشركات التابعة لمصر القابضة للتأمين في البورصة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدعم أداء البورصة المصرية ويزيد من ضخ استثمارات جديدة سواء من المستثمرين المحليين أو من الأجانب.
تأتي هذه التحركات من قبل الحكومة المصرية بهدف البدء في طرح 32 شركة سواء للاستثمار في البورصة أو البيع لمستثمر استراتيجي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الثقة في أداء الاقتصاد المصري ويعمل على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والعالمية.
ساعدت هذه التحركات أيضاً على استقرار وهدوء أسواق الذهب المحلية إلى حد ما، ولكن الترقب سيستمر من قبل المتداولين على الذهب حتى تظهر بعض النتائج لهذه التحركات خلال الفترة القادمة.
هذا وتنتظر الأسواق الاجتماع القادم للبنك المركزي المصري وسط توقعات محلية وعالمية برفع أسعار الفائدة بما يصل إلى 300 نقطة أساس بعد المستويات القياسية التي سجلها التضخم في شهر فبراير.
أبرز هذه التوقعات كانت لمجموعة جولدمان ساكس المالية العالمية التي أشارت أن المركزي المصري قد لجأ لمثل هذا الإجراء من قبل في ديسمبر الماضي حينما رفع الفائدة 3% دفعة واحدة إلى 16.25% لتستقر الفائدة عند هذه المستويات حتى الآن. وقد فاجأ المركزي المصري الأسواق في اجتماعه الماضي في فبراير عندما ثبت أسعار الفائدة دون تغيير.
أما عن سوق الذهب العالمي فقد انخفضت أسعار الذهب اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي ولكن بنسب هبوط معتدلة، وذلك بعد تسجيل أعلى مستوى في 6 أسابيع مطلع هذا الأسبوع، حيث أدت القراءة المختلطة للتضخم الأمريكي إلى خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية بشأن موقف البنك الفيدرالي بشأن سياسته النقدية، بحسب جولد بيليون، وسجلت أسعار الذهب الفورية انخفاض اليوم بنسبة 0.4% لتتداول عند المستوى 1895.95 دولار للأونصة وقت كتابة التقرير، يأتي هذا بعد انخفاض آخر يوم أمس من أعلى مستوى تم تسجيله في 6 أسابيع عند 1914.51 دولار للأونصة.
تفاءل المتداولين في أسواق الذهب بعد اختراق المستوى 1900 دولار للأونصة، ولكن أسعار الذهب سرعان ما عادت إلى الهبوط للتداول اليوم تحت المستوى المذكور، حيث رأى البعض أن اغلاق تداولات الأسبوع فوق هذا المستوى من شأنه أن يدعم ارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة بشكل كبير.
من جهة أخرى شهد الدولار تعافي محدود اليوم بعد انخفاض استمر لخمس جلسات متتالية ليسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع بنسبة 0.3%، وذلك في ظل عدم اليقين الذي يسيطر على الأسواق بعد بيانات التضخم المتضاربة يوم أمس.
مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الأمريكي عن شهر فبراير سجل ارتفاع بنسبة 6% ليوافق التوقعات ليظل بعيداً عن مستهدف البنك الفيدرالي للتضخم عند 2% بينما كانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 6.4%، بينما ارتفع المؤشر الشهري لأسعار المستهلكين الأساسي الذي يستثنى السلع المتذبذبة في أسعارها بنسبة 0.5% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 0.4%.
ارتفاع التضخم الأساسي أعلى من المتوقع يبقي الضغط على البنك الاحتياطي الفيدرالي ليستمر في تشديد السياسة النقدية خلال اجتماعه القادم، بينما المخاوف من تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر على القطاع المصرفي ككل تطالب الفيدرالي بوقف التشديد النقدي الذي تسبب بشكل أو بآخر في الأزمة الحالية في هذا القطاع