نظمت لجنة المرأة بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، برئاسة الدكتورة زينب الغزالي، ندوة فكرية راقية بعنوان: «رسالة إلى آدم»، قدمها الروائي والمؤرخ الأستاذ الدكتور طارق منصور، أمين عام اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة ووكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس سابقًا، ومقرر لجنة الإعلام ببيت العائلة المصرية.
وحضر الندوة عدد من أعضاء الجمعية، منهم المهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس الإدارة، والأستاذ فؤاد حدرج نائب الرئيس، بالإضافة إلى حضور لافت من اللبنانيين والمصريين أعضاء الجمعية.
وأكدت الدكتورة زينب الغزالي أن الندوة تمثل فرصة لإطلاق حوار مجتمعي حول قيمة المرأة ودورها في بناء الإنسان والمجتمع، مشددة على ضرورة تبني حوار مستنير يعيد قراءة العلاقة بين الرجل والمرأة على أسس الاحترام والتقدير المتبادل.
وأشادت الغزالي بالدور الثقافي والاجتماعي للأستاذ الدكتور طارق منصور، الذي أثّرت كتاباته المكتبة العربية، واصفة محاضرته بأنها رحلة فكرية تعزز الوعي بقيمة الإنسان والمرأة كركن أصيل في المجتمع.
من جانبه، تناول الدكتور طارق منصور التحديات التي تواجه المرأة في المجتمعات الشرقية، لا سيما المطلقة والأرملة والمعيلة، مشيرًا إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية التي تعيق مشاركتها الكاملة في المجتمع. وأوضح أن المرأة غالبًا ما تواجه ازدواجية الضغوط بين الحاجة لتأمين دخلها الشخصي والقيود الاجتماعية المرتبطة بالنظرة الذكورية لبعض الطبقات.
وأكد منصور أن هناك فجوة واضحة في الدعم القانوني والإنساني، خصوصًا فيما يتعلق بقوانين النفقة وتنفيذها، ما يضع النساء في مواقف صعبة ويستدعي التكيف بصبر. وأشار إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التي كشفت عن وجود نحو 274 ألف مطلقة في مصر خلال 2024 من أصل 936 ألف حالة زواج، إلى جانب نحو 4 ملايين أرملة في 2025، منهم 3 ملايين أرملة معيلة.
كما تناولت الندوة ظاهرة التحرش التي تتعرض لها المرأة، مشيرةً إلى أن 40% من النساء بين 15 و35 سنة تعرضن للاعتداء اللفظي أو الجسدي في 2020، داعيةً إلى تكاتف مؤسسات المجتمع والدولة من مساجد وكنائس وحكومة للتصدي لهذه الظواهر.
وشدد المشاركون على أهمية التوعية الأسرية والتعليم والتربية السليمة، مؤكدين أن المرأة الصالحة هي من تبني المجتمعات، وأن الأمان النفسي والعاطفي أهم من الأمان المادي، مشيرين إلى أن التحديات التي تواجه المرأة هي في جوهرها مشكلة أخلاقية أكثر منها قانونية، وتستلزم تدخل الإعلام ورجال الدين لمعالجتها على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
















