شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا مع انطلاق تداولات الأسبوع، متأثرة بتزايد الإقبال على الدولار الأمريكي كملاذ آمن عقب الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأفادت شركة جولد بيليون أن الأسواق تترقب عن كثب رد طهران، ما يضيف مزيدًا من الترقب على الساحة الجيوسياسية.
وسجل سعر أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 3347 دولارًا للأونصة، مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 3383 دولارًا. ويأتي هذا الانخفاض بعد تراجع أسبوعي بلغت نسبته 1.9%، ليتداول الذهب حاليًا بالقرب من مستوى دعم محوري عند 3350 دولارًا، وفي حال كسره قد يمتد الهبوط نحو 3325 دولارًا للأونصة.
الدولار ينتزع مركز الملاذ الآمن من الذهب
تعرض الذهب لضغوط بيعية قوية في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، مدعومًا بتوجه المستثمرين نحوه عقب التوترات في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها تدمير ثلاث منشآت نووية إيرانية بهدف إيقاف البرنامج النووي الإيراني، في وقت نفت فيه طهران تلك المزاعم.
وتسببت الهجمات في تصعيد حاد للتوتر في المنطقة، حيث لمّحت إيران إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات شحن الطاقة عالميًا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل قوي، وزيادة المخاوف بشأن التضخم، وهو ما يدفع التوقعات نحو بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يزيد الضغط على الذهب.
تأثير الفيدرالي الأمريكي لا يزال حاضرًا
يواصل الدولار الاستفادة من ثبات السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، والذي خفّض من احتمالات أي خفض قريب لأسعار الفائدة. وتترقب الأسواق هذا الأسبوع تصريحات عدد من أعضاء الفيدرالي، وعلى رأسهم جيروم باول الذي سيُدلي بشهادته أمام الكونغرس على مدار يومين بدءًا من غد الثلاثاء.
ورغم الضغوط السلبية، فإن استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية يُبقي الذهب في مركز الملاذات الآمنة على المدى المتوسط، بحسب جولد بيليون.
البنوك المركزية ترفع رهاناتها على الذهب
أظهر استطلاع حديث أجراه مجلس الذهب العالمي بمشاركة 73 بنكًا مركزيًا، أن 76% من البنوك تتوقع زيادة احتياطياتها من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ69% في العام الماضي، بينما توقع حوالي 75% انخفاض احتياطياتها من الدولار، مقارنة بـ62% في العام الماضي، ما يعكس تحوُّلًا استراتيجيًا في توجهات السياسات النقدية العالمية.
الذهب في السوق المصري
عاد سعر الذهب المحلي إلى التراجع خلال تداولات اليوم الإثنين، متأثرًا بانخفاض الأسعار العالمية، رغم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط. وبحسب جولد بيليون، افتتح الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – جلسة اليوم عند 4810 جنيهات للجرام، وهو نفس المستوى المسجل وقت إعداد التقرير، بعد أن أنهى تداولات الأحد عند 4845 جنيهًا.
ويُعزى هذا التراجع إلى هبوط سعر الأونصة عالميًا، حيث لم يحصل الذهب المحلي على دعم كافٍ من سعر الصرف المستقر للدولار أمام الجنيه، رغم ارتفاع الدولار خلال الأسبوع الماضي.
تحويلات المصريين بالخارج تسجّل نموًا قويًا
في سياق آخر، أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 39% على أساس سنوي في أبريل الماضي لتصل إلى 3 مليارات دولار، مقارنة بـ2.2 مليار دولار في أبريل 2024، مما رفع معدل النمو التراكمي لتحويلات المصريين منذ بداية العام إلى 72.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
توقعات الذهب عالميًا ومحليًا
مع تزايد الضغوط على الذهب عالميًا نتيجة قوة الدولار وسياسة الفيدرالي، يتداول المعدن الثمين حاليًا فوق مستوى دعم فني عند 3350 دولارًا للأونصة، وفي حال كسره قد يواصل الهبوط نحو 3325 دولارًا، إلا أن مؤشرات الزخم تظهر حاليًا حيادية، ما يقلل من احتمالات الكسر الحاد في الأجل القصير.
أما محليًا، فتستقر الأسعار قرب 4800 جنيه للجرام لعيار 21، في ظل انتظار السوق المحلي لأي تحركات جديدة في السعر العالمي أو تقلبات مفاجئة في سعر الصرف.