في مستهل زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، التقى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بالمهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف مجالات النقل، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
وأكد الفريق كامل الوزير في بداية اللقاء على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي تتجاوز الأطر الدبلوماسية والاقتصادية، مشددًا على أن العلاقات بين البلدين تستند إلى وحدة الهدف والمصير، وتعززها رؤى تنموية طموحة يقودها كل من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشار الوزير إلى أن مصر تنفذ خطة شاملة لتوطين الصناعات، وعلى رأسها صناعة النقل، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي. وأوضح أن هناك تعاونًا مثمرًا بين مؤسسات صناعية مصرية كبرى مثل مصنع “نيرك” للسكك الحديدية وسيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع، اللذين تمكنا من تصنيع وتجميع قطارات مترو الأنفاق محليًا، بالإضافة إلى إنشاء مجمع “ألستوم” الصناعي الضخم في مدينة برج العرب بالإسكندرية لإنتاج الوحدات المتحركة ومكونات أنظمة السكك الحديدية.
وأكد الوزير أن هذه الإمكانيات التصنيعية تتيح لمصر تلبية احتياجات السوق السعودي والعربي في مجالات النقل والبنية التحتية، مضيفًا أن هناك اهتمامًا مصريًا بالتعاون في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وصناعات تحلية المياه ومعالجة مكوناتها، إلى جانب تعزيز التكامل البحري بين الموانئ المصرية والسعودية.
كما دعا الوزير إلى الاستفادة من خبرات الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية، والكباري والأنفاق، والتي أثبتت كفاءتها في تنفيذ مشروعات كبرى داخل مصر وفي دول عربية وإفريقية مثل العراق وليبيا وتنزانيا، مشيرًا إلى مشاركتها في مشروعات قومية كبرى كمونوريل العاصمة الإدارية، وخطوط مترو الأنفاق، وأنفاق قناة السويس، والقطار الكهربائي الخفيف LRT.
من جانبه، رحب وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي بالفريق كامل الوزير، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة في توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في كافة مجالات النقل. وأشاد الوزير السعودي بما حققته مصر من تطور في البنية التحتية، مشيرًا إلى وجود فرص واعدة للتعاون في قطاعات النقل البحري، الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر.
كما أكد الجانبان على أهمية تطوير التعاون في النقل البري وتيسير حركة البضائع والركاب، إلى جانب دعم المشروع الإقليمي لطريق الربط البري (مصر – ليبيا – تشاد) كمحور رئيسي للتكامل الاقتصادي الإقليمي وزيادة التبادل التجاري بين دول الجوار.