إحساسك بأمك وبأفعالها لا تدركه تمامًا إلا بعد أن تنضج وتصبح مسؤولًا… عندها فقط تشعر بكل ما كانت تفعله لتدبير أمور حياتك وتوفير سبل الراحة والمتعة لك، حتى لو اضطرت إلى التحايل على قسوة الحياة!
الأم هي الوسيط بينك وبين كل شيء حولك… هي وسيطك بينك وبين والدك إذا أردت المستحيل، ولها طرقها الخاصة!
هي وسيطك بينك وبين مدرستك ومدرسيك…
وسيطك بينك وبين مدربيك في الرياضة…
وأخيرًا، هي بأمر الله دعواتها مستجابة، ولأجلها يخفف الله عنك متاعب الحياة. تدعو لك الله الواحد أن يهديك ويصلح طريقك…
دعوة أمك لك تصاحبك طوال مشوار حياتك حتى لو لم تكن بجانبك، تبقى كلماتها ودعواتها الحصن الحصين لك.
الأم هي نور حياتنا، فتأكد أن حياتك تسير في مسارها الصحيح ما دامت أمك راضية عنك.
الأم هي الشخص الوحيد في هذا العالم الذي مهما تجاوزت معه حدودك أو قسوت عليه في لحظة، يسامحك ويغفر لك ويدعو لك بالهداية، رغم إحساسها بالألم.
أمك…
هي من تفهمك من نظرة عينيك، أو من نبرة صوتك، بل تشعر بك عن بُعد دون أن تهمس بكلمة.
هي الحضن الدافئ الذي تلجأ إليه وأنت طفل، وتستحيي منه وأنت شاب، وتشتاق إليه وأنت كبير.
هي الضحكة الحلوة، هي الأكلة المميزة، هي اللمسة الحنونة، هي كل شيء يمنحك الأمان.
إذا كان مظهرك سيئًا، فهي تراك الأجمل.
إذا كان لبسك غير مناسب، فهو في عينها أنيق.
ترى أخطاءك وتقومك، وأحيانًا تقسو عليك لتصدمك حتى تستفيق.
وعندما تتعب أو تشعر بالألم، تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تخفيه عنك، وتردد دائمًا: “في اللي مكفيه”.
حتى مع زوجها، تتعامل بروح الأم… فـ الطبع غلاب.
نحن مقصرون… نعم، كلنا!!!
لأنك مهما فعلت، لن تستطيع أن تعطيها حقها.
لو حسبتها بالأرقام، فأول عشرين سنة من عمرك – من لحظة ولادتك حتى انتهاء دراستك – أنت فقط تأخذ منها…
ثم تأتي مرحلة إثبات الذات، من العمل إلى الحب والزواج والاستقرار وبناء بيت وحياة جديدة… وهذه المرحلة قد تأخذ ثلاثين عامًا أخرى.
أي أنك وصلت إلى الخمسين، فأين الباقي من العمر؟
وقد يأتي القدر فجأة بما لا تشتهي الأنفس…
صدمتك؟ وصدمت نفسي!
الصدمة الكبرى عندما تنظر إليها فجأة، فترى علامات الكِبر والتعب والإرهاق محفورة على ملامحها، وتقول لنفسك: “كيف؟! كانت واقفة على قدميها حتى آخر لحظة!”
لكن الحقيقة أنها كانت متعبة، وأنت لم تشعر… كانت صامدة حتى لا تشعر أنت…
وأنت في طريقك لإثبات ذاتك، لم تدرك أنها وصلت إلى نهاية المطاف…
أعلم أن كلماتي هذه ثقيلة، حتى عليّ أنا شخصيًا، ولكن الحقيقة دائمًا قاسية!
أمك ستظل تعطي بلا حدود… وأنت لن تدرك ذلك إلا عندما تصدمك الحقيقة.
ستظل هي ملاذك الوحيد، حتى لو لم تكن بجانبك، ستلجأ إليها في خيالك…
إلى أمي الحبيبة…
شكرًا على ما فعلتِ، وما تفعلينه، وما ستفعلينه دائمًا.
أتمنى أن يأتي اليوم الذي أستطيع فيه أن أوفر لك سبل الترفيه والمتعة… لكن ما باليد حيلة.
كل ما أستطيع فعله الآن هو أن أعترف أمام الجميع… أنني أحبك، وأخيرًا، الحمد لله، استطعت أن أشتري لكِ هدية عيد الأم هذا العام!
سارة أحمد إبراهيم
خبيره في الإعلام والعلاقات العامة
بكالوريوس تجارة انجليزي جامعة القاهرة
خبره اكثر من ٢٠عام في مجال الإعلام والتوعية والعلاقات العامة وتتراوح الخبره ما بين المجال الحكومي والقطاع الخاص
شاركت في كثير من الفاعليات المختلفة ما بين القطاع البيئي والاقتصادي والثقافي والفني
كاتبه هاويه في مجال العلاقات الاجتماعية وتناول القضايا بشكل ساخر