في قلب الصناعة المصرية، حيث تعلو أصوات الماكينات، وتتحول الألياف إلى أقمشة فاخرة، وملابس راقية، توجد شركة إم جي إس MGS ، تلك الشركة التي تغرد بألحان التميز والإبداع والتكنولوجيا في عالم الغزل والنسيج.
وبخطوات واثقة، تسعى ام جي اس ، إلى أن تكون أكثر من مجرد منشأة صناعية عملاقة، بل هي ورشة عمل تحول الحلم إلى حقيقة، وتعيد تعريف مفهوم الصناعة الوطنية وفق رؤية طموحة للغاية.
واليوم، يسعدنا أن نستضيف المهندس محمود غزال رئيس مجلس ادارة شركة إم جي إس، في حوار خاص لموقع صناع مصر لنستكشف معه أسرار نجاح الشركة، ورؤيتها المستقبلية، وكيف استطاعت أن تحول 85% من إنتاجها إلى خيوط ذهبية تنسج طريقها إلى الأسواق العالمية، لتمر علي محطات كبرى العلامات التجارية العالمية في مجالات الموضة والملابس الجاهزة.
قال المهندس محمود غزال رئيس مجلس إدارة مجموعة MGS للصناعة إن بداية قصة نجاح الصرح العملاق بدأت في عام 2005 مع تأسيس شركة النيل للصناعات النسيجية والتي أصبحت واحدة من كبرى الشركات الرائدة في إنتاج وتصدير المنسوجات المصرية لكبرى العلامات التجارية في العالم، مشيرا إلى أن الشركة بدأت نشاطها بإنتاج المفروشات وتصديرها، ثم اقتحمت قطاع الملابس الجاهزة في عام 2018، لتغزو بإنتاجها 18 سوقاً عالمياً منها أمريكا، كندا، أستراليا، إيطاليا، ألمانيا، هولندا، إنجلترا، أيرلندا، رومانيا، اليونان، قبرص، لبنان، وجنوب أفريقيا، ومن المستهدف التوسع في التصدير لعدد من دول الخليج وأفريقيا ومنها المغرب والجزائر وقطر والبحرين.
م. محمود غزال : نصدر 85% من الإنتاج لـ 18 دولة حول العالم أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية
وأضاف أن 35% من صادرات النيل للصناعات النسيجية موجه للسوق الأمريكي حيث يتم الاستفادة من اتفاقية الكويز التي تسمح بدخول المنتجات المصرية إلى السوق الأمريكي بدون جمارك.
وأضاف غزال أن مجموعة MGS للصناعة بصدد الاستحواذ على شركة النيل للصناعات النسيجية، بقيمة تقديرية 350 مليون جنيه، ضمن خطة الشركة التوسعية للدخول في عدد من القطاعات الاقتصادية حيث نعتزم المشاركة والاستحواذ على عدد من الشركات خلال الفترة المقبلة في عدد من القطاعات، ويتم دراسة 6 مشروعات حالياً للاختيار ما بينهم في قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والعقارات.
وأشار إلى أن إلى أن رأس مال المجموعة حالياً يتجاوز 2 مليار جنيه وتخطط الشركة لإضافة خطوط انتاج وتوسعات جديدة بقيمة 500 مليون جنيه لتصل حجم الاستثمارات إلى 2.5 مليار جنيه بنهاية 2025 أو خلال الربع الأول من 2026.
وأشار رئيس شركة MGS أن الهدف من الخطة الاستثمارية الجديدة هو زيادة الطاقة الانتاجية والتوسع في التصدير وزيادة التكنولوجيا والاستثمار في العمالة، مشيرا إلى أن الشركة تحرص على الاهتمام بالعنصر البشري من خلال دورات تدريبية مكثفة داخل مصر وخارجها لتأهيل المهندسين والمشرفين والعمالة على أحدث التكنولوجيا العالمية وآخر ما توصلت إليه هذه الصناعة لزيادة معدلات الإنتاج ورفع كفاءته.
وأكد أن إم جي اس تضم العديد من المصانع التي تغطي كافة خدمات صناعة المنسوجات وتعمل على رفع كفاءة الأيدي العاملة وخلق بيئة عمل تساعد على الابتكار وتحقيق الجودة التي ترضي عملائنا واستدامة جودة الحياة.
وتابع غزال : ” وتتضمن الخطة الاستثمارية الجديدة أيضاً شراء أحدث الماكينات التي تساعد على توفير الطاقة وزيادة الطاقة الانتاجية وتحسين جودة المنتجات لزيادة القدرة التنافسية لمنتجاتنا عالمياً، وسيتم استلام ماكينات جديدة بنهاية شهر أكتوبر الجاري بحوالي 25 مليون جنيه”.
MGS تستهدف إنتاج 2 مليون قطعة ملابس ومفروشات
وأوضح أنه إلى جانب تصنيع المنتجات الخاصة بالشركة للتصدير نقدم خدمات لشركات أخرى مثل الصباغة والطباعة داخل السوق المحلية ، مشيرا إلى أنه منذ بداية شركة النيل في 2005 وحتى الآن هناك نمواً ملحوظاً في الإنتاج حيث وصل حجم الإنتاج إلى 500 ألف قطعة خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يتجاوز 850 ألف قطعة بنهاية العام الحالي، ومع التوسعات الجديدة سيتم إنتاج ما يقرب من 2 مليون قطعة، وتصل نسبة المكون المحلي في منتجاتنا إلى 30% ومن المستهدف زيادة هذه النسبة لتتخطى 50% من خلال التعامل مع موردين محليين والمساهمة في رفع كفاءة منتجاتهم.
وأضاف أنه ضمن تحديث الماكينات سيتم تركيب 75 جهاز على ماكينات التفصيل والحياكة لقياس معدلات الإنتاجية لكل عامل وعدد الدقائق التي تم خلالها التشغيل بتكلفة 8 ملايين جنيه، مشيراً إلى أن المجموعة تستورد ماكيناتها وخطوط الإنتاج من أوروبا و تركيا والصين ولكن تعتمد بشكل أكبر على الآلات الأوروبية.
وأشار غزال إلى أن الشركة تسعى إلى تصنيع منتجات مختلفة من المنسوجات تلبي أعلى معايير الجودة العالمية، مع استخدام أحدث التقنيات الصديقة للبيئة، لتوفير منتجات تلبي حاجة العملاء في الأسواق العالمية، وتسهم في مضاعفة القيمة المضافة للمنتج المصري وتعزز من المنافسة العالمية.
تدشين محطة لمعالجة المياه بتكلفة 12 مليون جنيه بمصنع إم جي اس
وأوضح أن الشركة تدشن حالياً محطة معالجة مياه داخل المصنع بهدف الحفاظ على الموارد المائية وتحقيق الاستدامة وسيتم الانتهاء منها خلال 4 أشهر بتكلفة 12 مليون جنيه.
وكشف أنه يتم التفاوض حالياً مع عدة شركات لبناء محطة للطاقة الشمسية بالمصنع للاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة في إنتاج احتياجات المصنع من الكهرباء.
وأضاف أنه يعمل بمصنع الشركة بأبو رواش حاليا 520 عامل وموظف منهم 70% عمالة من السيدات وسيصل حجم العمالة إلى 800 عامل في 30 يونيو المقبل.
زارا و كالفين كلاين و پول آند بر أبرز عملاء إم جي اس
قال غزال إن من أبرز عملاء المجموعة ماركات عالمية مثل زارا و پول آند بر و كالفين كلاين و لورا اشلي.
وأكد أن معدلات النمو في صادرات قطاع الصناعات النسيجية تتزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة وتتزايد بنسبة 20% سنوياً بما يدعم خطة الدولة بالوصول للصادرات إلى 145 مليار دولار سنوياً بحلول 2030، وذلك يساعد على توفير العملة الصعبة وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
وقال عضو غرفة الصناعات النسيجية أن القطاع يلقى دعماً كبيراً من الحكومة في الوقت الحالي لزيادة الاستثمارات في هذه الصناعة العريقة، وهناك تسهيلات تقدمها الدولة حالياً لتسهيل استيراد الخامات اللازمة للصناعة ويتم تدبير العملة الأجنبية اللازمة لذلك لضمان دوران عجلة الإنتاج ومواصلة التصدير.
زيادة الصادرات
وحدد غزال 5 محاور عاجلة لابد من العمل عليها لزيادة صادرات مصر من الصناعات النسيجية والمفروشات يأتي على رأسها تحديث الماكينات والعمل بماكينات حديثة لزيادة جودة المنتجات وكمياتها، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة زيادة المشاركة في المعارض الخارجية المتخصصة في القطاع وذلك لفتح أسواق جديدة وتسويق منتجات المصانع المصرية.
وفي هذا الإطار قال إن إم جي اس تحرص على المشاركة سنوياً في 4 معارض خارجية متخصصة في قطاع الصناعات النسيجية منها على سبيل المثال معرض Sourcing at Magic في الولايات المتحدة الأمريكية، و معرض heimtextil في ألمانيا.
وشدد على أهمية تحسين وسائل الاتصال مع العملاء واطلاعهم على أحدث المنتجات للمساهمة في إبرام تعاقدات تصديرية، مطالباً في الوقت ذاته بادخال منتجات جديدة بشكل مستمر بما يضاهي الموضة العالمية وبمواصفات تناسب الدول المستهدفة.
وأشار إلى هناك فرصة ذهبية للمنتجات المصرية لاختراق الأسواق العالمية بعد تحرير سعر الصرف حيث يساعد ذلك في تسعير المنتجات ويعطي ميزة سعرية للمنتج المصري عن المنافسين.