تشهد أسعار الذهب المحلية استقرار مع بداية تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد أن شهدت انخفاض يوم أمس بفعل تراجع سعر الأونصة العالمية، ولكن تبقى التحركات في السوق المحلي تدريجية وفي نطاق ضيق وهو ما يعكس الحذر في الأسواق.
افتتحت أسعار الذهب المحلي عيار 21 تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 2190 جنيه للجرام قبل أن ترتفع بمقدار 5 جنيهات وتتداول وقت كتابة التقرير عند 2195 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17560 جنيه.
يأتي هذا بعد أن تراجعت أسعار الذهب يوم أمس لتسجل أدنى مستوى عند 2185 جنيه للجرام قبل أن تغلق الجلسة عند 2190 جنيه للجرام وبذلك يكون السعر انخفض في جلسة الأمس بمقدار 5 جنيهات حيث كان قد افتتح عند المستوى 2195 جنيه للجرام، حسب تحليل جولد بيليون.
تراجع أسعار الذهب يوم أمس جاء بفعل انخفاض سعر الأونصة العالمية ولكن التراجع التدريجي في السعر وتحركه في نطاق ضيق يعكس الحذر الموجود في الأسواق المحلية والذي يدفع الأسعار إلى التحرك بشكل بطيء.
التوقعات بحدوث تعويم في سعر صرف الجنيه لا تزال متواجدة في الأسواق خاصة مع صدور عدد من التقارير العالمية التي تشير إلى هذا. فقد توقعت شركة فيتش سوليوشنز العالمية أن البنك المركزي المصري سيلجأ إلى خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنحو 18.6% بنهاية العام الجاري.
وتتوقع شركة فيتش أن يعمل هذا على اقتراب سعر صرف الدولار الرسمي من السعر في السوق الموازية بشرط قدرة الحكومة على اجتذاب المزيد من التدفقات النقدية.
التوقعات تأتي في ظل عدم وضوح لميعاد مراجعة صندوق النقد الدولي والتي كانت التوقعات تشير إلى عقدها منتصف الشهر الجاري، ولكن حتى الآن لم تصدر تصريحات رسمية بشأن ذلك. وكان المتحدث باسم الصندوق قد صرح من قبل أن الصندوق مستمر في التعاون مع الحكومة وأن المزيد من التفاصيل ستصدر في الوقت المناسب.
الفترة القادمة قد نشهد تقلبات في سعر صرف الدولار في السوق الموازية خاصة إذا لجأ البنك المركزي المصري إلى تغيير سعر الصرف، وبالتالي ستشهد أسواق الذهب المزيد من التحركات في ظل تسعير الذهب من خلال سعر صرف الدولار في السوق الموازية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتدت أسعار الذهب من المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة لتصل إلى مستويات 1918 دولار للأونصة التي تمثل مقاومة حالية قد تدفع السعر إلى التراجع من جديد بزخم قد يساعد على كسر المستوى النفسي، ليستهدف بعدها المستوى 1892 وبعدها 1885 دولار للأونصة.
قد يواجه الذهب بعض التذبذب خلال الأيام القادمة حتى اجتماع البنك الفيدرالي، وفي حالة اختراق المستوى 1918 دولار للأونصة سيواجه منطقة المقاومة عند 1930 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن التراجع التدريجي مستمر بنطاق ضيق حيث اختبر السعر يوم أمس المستوى 2185 جنيه للجرام ومتوقع المزيد من التراجع في الأسعار بشكل تدريجي بطيء في ظل استمرار الضغط السلبي وعدم اليقين في الأسواق.
الأسواق في انتظار الحافز المناسب ليزيد من زخم تحركات الذهب التي تشهد ضعف في الزخم خلال الفترة الأخيرة. ولكن حتى حدوث هذا فإن الأسعار تشهد تراجع تدريجي متأثرة بضعف الطلب حالياً في أسواق الذهب
الذهب يرتفع مع آخر جلسات الأسبوع بدعم من تراجع الدولار مقابل اليوان الصيني بعد بيانات إيجابية عن الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، بينما يظل الضغط السلبي على الذهب قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1917 دولار للأونصة حيث ارتفع الذهب منذ بداية اليوم الجمعة بنسبة 0.4% ليربح 7 دولارات للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 1901 دولار للأونصة.
استطاع الذهب أن يقلص خسائره هذا الأسبوع بشكل كبير ولكن حتى الآن في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي طفيف، ليكون الانخفاض الأسبوعي الثاني على التوالي.
ارتفاع أسعار الذهب اليوم جاء بعد صدور بيانات إيجابية عن الاقتصاد الصيني فقد ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي السنوي عن شهر أغسطس بنسبة 4.5% من 3.7%، بينما ارتفع مؤشر مبيعات التجزئة السنوي بنسبة 4.6% من 2.5%.
أيضاً قرر البنك المركزي الصيني يوم أمس خفض الاحتياطي الالزامي للبنوك للمرة الثانية بهذا العام بمقدار 25 نقطة أساس، من أجل العمل على دعم الاقتصاد الصيني الذي شهد تباطؤ خلال الفترة الماضية.
الصين تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، والبيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع التي صدرت اليوم عن الصين ساعدت عملة اليوان الصيني على الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته في أسبوعين الأمر الذي يجعل الذهب المسعر بالدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمشترين من الصين.
الارتفاع الحالي في مستويات الذهب جاء بعد ضغط سلبي كبير على المعدن النفيس يوم أمس دفعه إلى تسجيل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع، بعد سلسلة من البيانات الأمريكية الأفضل من المتوقع التي صدرت يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي، وفق جولد بيليون
مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي خلال شهر أغسطس ارتفع بأعلى معدل له منذ عام وهو المؤشر الذي يعكس التضخم في قطاعات الإنتاج والتصنيع، وذلك بعد صدور مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء عن شهر أغسطس لتسجل أعلى معدل ارتفاع منذ 14 شهر.
أيضاً مؤشر مبيعات التجزئة الذي يعكس معدل إنفاق المستهلكين أظهر ارتفاع بأعلى من المتوقع، لتعمل هذه البيانات على زيادة الرهانات على مزيد من رفع أسعار الفائدة الأمريكية بعد توقف محتمل من قبل البنك الفيدرالي خلال اجتماعه الأسبوع القادم.
تحركات الذهب تميزت بتذبذب خلال هذا الأسبوع طغى عليه الهبوط ليختبر المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة والذي دفع السعر لأعلى بعدها حتى مستويات 1917 دولار للأونصة.
التوقعات لا تزال لصالح تثبيت الفائدة خلال اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع المقابل حيث تسعر الأسواق احتمال بنسبة 98% لثبات الفائدة، بينما هناك احتمال بنسبة 34% أي يقوم البنك الفيدرالي برفع الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع نوفمبر.
ارتفاع التضخم الأمريكي يبقي الضغط السلبي على أسعار الذهب لأنه يبقي السياسة النقدية المتشددة قائمة، وذلك على الرغم من التثبيت المتوقع للفائدة في اجتماع سبتمبر، ولكن قد تجبر البيانات البنك الفيدرالي على رفع جديد للفائدة قبل نهاية العام أو على أقل تقدير الحفاظ على الفائدة عند أعلى مستويتها منذ أكثر من 20 عام لفترة أطول من الوقت تقدرها الأسواق حالياً حتى منتصف عام 2024.
الدولار وعوائد السندات عند أعلى مستوياتها
البيانات الأخيرة عن الاقتصاد الأمريكي التي حفزت التوقعات باستمرار أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها دفعت الدولار الأمريكي وعوائد السندات إلى تسجيل مستويات قياسية من شأنها أن تسبب ضغط سلبي مستمر على أسعار الذهب، قد يمنعه من تحقيق أهداف مرتفعة على المدى القصير إلى المتوسط.
مؤشر الدولار الذي يقيس اداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض اليوم بنسبة 0.1% وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بنسبة 0.6% وسجل أعلى مستوى منذ 6 أشهر بأعلى من المستوى 105.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال هذا الأسبوع بنسبة 1.2% لتسجل أعلى مستوى منذ 3 أسابيع عند 4.352% بالقرب من أعلى مستوى منذ أكثر من 15 عام عند 4.362%، حسب تحليل جولد بيليون.
أسواق السندات تجتذب الاستثمارات بعيداً عن الذهب، وذلك بسبب كون المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات، أيضاً قوة الدولار الأمريكي تحد من مكاسب الذهب وذلك منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار وترتبط بعلاقة عكسية معه.
مشتريات الصين من الذهب تدعم مرونة المعدن النفيس
لا تزال الصين مستمرة في شراء الذهب حيث أضاف البنك المركزي الصيني المزيد من المعدن الثمين إلى احتياطاته الأجنبية للشهر العاشر على التوالي. ليقوم بزيادة 29 طن من الذهب في شهر أغسطس.
ارتفعت بذلك مشتريات البنك المركزي الصيني من الذهب منذ بداية عام 2023 إلى 155 طن، وكانت بيانات الشهر الماضي تعد أكبر عملية شراء يقوم بها المركزي الصيني منذ ديسمبر من العام الماضي.
التوقعات تشير أن الصين ستستمر في عمليات شراء الذهب كونه يعزز من مصداقية عملتها اليوان بشكل دولي ويزيد من قدرته التنافسية مع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في العالم. بالطبع لن نشهد ضعف في دور الدولار كعملة الاحتياطي الأولى في العالم على المدى القريب، ولكن استمرار هذه التحركات قد تأتي بنتائج على المدى الطويل.
بالرغم من استمرار عمليات شراء الصين للذهب إلا أن هذا غير كافي حتى الآن لدعم أسعار الذهب، ولكنه نجح بشكل كبير في تحقيق مرونة كبيرة لسعر الذهب وساعده على امتصاص العديد من الصدمات مثل الارتفاعات القياسية في عوائد السندات الحكومية الأمريكية.
الذهب استطاع أن يحافظ على مستوياته السعرية بعيداً عن الانهيار على الرغم من الضغط السلبي الواقع عليها، والسبب الرئيسي وراء هذا كان الدعم الذي يحصل عليه من المشتريات الفعلية للذهب.