قال تقرير فني لجولد بيليون إن أسعار الذهب ارتفعت قرابة 30 جنيها قبل قليل وذلك عقب هبوط إلي 1900 جنيها للجرام وسجل الذهب في السوق 1930 جنيها آلان وهي أعلي قمة تاريخية للذهب بالسوق المصري بسبب ارتفاع الطلب على الذهب ومخاوف من خفض مرتقب لسعر العملة المحلية وسط طلب متنامي على تدبير الدولار .
وأشار التقرير إلى أن سعر الذهب عيار 18 سجل 1654 جنيها للجرام وبلغ جرام الذهب عيار 24 سعر 2206 لأول مرة والجنيه الذهب سجل 15440 جنيها لأول مرة أيضا
تحليل سوق الذهب العالمي
نخفضت أسعار الذهب العالمية اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي ولكن بنسب هبوط معتدلة، وذلك بعد تسجيل أعلى مستوى في 6 أسابيع مطلع هذا الأسبوع، حيث أدت القراءة المختلطة للتضخم الأمريكي إلى خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية بشأن موقف البنك الفيدرالي بشأن سياسته النقدية.
سجلت أسعار الذهب الفورية انخفاض اليوم بنسبة 0.4% لتتداول عند المستوى 1895.95 دولار للأونصة وقت كتابة التقرير، يأتي هذا بعد انخفاض آخر يوم أمس من أعلى مستوى تم تسجيله في 6 أسابيع عند 1914.51 دولار للأونصة.
تفاءل المتداولين في أسواق الذهب بعد اختراق المستوى 1900 دولار للأونصة، ولكن أسعار الذهب سرعان ما عادت إلى الهبوط للتداول اليوم تحت المستوى المذكور، حيث رأى البعض أن اغلاق تداولات الأسبوع فوق هذا المستوى من شأنه أن يدعم ارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة بشكل كبير.
من جهة أخرى شهد الدولار تعافي محدود اليوم بعد انخفاض استمر لخمس جلسات متتالية ليسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع بنسبة 0.3%، وذلك في ظل عدم اليقين الذي يسيطر على الأسواق بعد بيانات التضخم المتضاربة يوم أمس.
مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الأمريكي عن شهر فبراير سجل ارتفاع بنسبة 6% ليوافق التوقعات ليظل بعيداً عن مستهدف البنك الفيدرالي للتضخم عند 2% بينما كانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 6.4%، بينما ارتفع المؤشر الشهري لأسعار المستهلكين الأساسي الذي يستثنى السلع المتذبذبة في أسعارها بنسبة 0.5% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 0.4%.
ارتفاع التضخم الأساسي أعلى من المتوقع يبقي الضغط على البنك الاحتياطي الفيدرالي ليستمر في تشديد السياسة النقدية خلال اجتماعه القادم، بينما المخاوف من تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر على القطاع المصرفي ككل تطالب الفيدرالي بوقف التشديد النقدي الذي تسبب بشكل أو بآخر في الأزمة الحالية في هذا القطاع.
تغير رهانات الأسواق بشأن أسعار الفائدة من جديد
من جديد عادت الرهانات على قرارات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة إلى التغير مرة عقب صدور بيانات التضخم التي أظهرت تأصل معدلات التضخم وضعف الاستجابة لتحركات تشديد السياسة النقدية كما ظهر على مؤشر التضخم الأساسي.
أظهرت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن التوقعات بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك القادم في 21 – 22 مارس قد انخفضت إلى 28.4٪ بعد بيانات التضخم من 43.9٪ يوم الاثنين. بينما توقعات رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم قد اختفت تقريباً من الأسواق.
الأغلبية الآن تتوقع قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة 25 نقطة أساس، وبناءً على ذلك تحركت عوائد السندات من جديد وتسببت في تغير في تحركات كلاً من الدولار والذهب.
شهد العائد على السندات الحكومية لأجل عامين تغير حاد هذا الأسبوع بعد تسجيله أدنى مستوى منذ شهر سبتمبر من العام الماضي عند 3.83% عاد ليرتفع مجدداً ليصل العائد إلى 4.4092%، وذلك منذ كون السندات لأجل عامين هي الأكثر تأثراً بتوقعات حركة الفائدة الأمريكية.
الرسم البياني التالي يظهر أداء العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات وعامين و3 أشهر، ويتضح من الرسم انتعاش السندات من جديد بعد بيانات التضخم الأمريكية التي أعادت التوقعات برفع الفائدة بحد أدنى 25 نقطة أساس إلى الصدارة بعد المخاوف السابقة بشأن القطاع المصرفي.
وكالة موديز تخفض نظرتها المستقبلية للقطاع المصرفي الأمريكي
قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض نظرتها المستقبلية للقطاع المصرفي الأمريكي إلى سلبي بعد أن كان مستقر، وذلك في أعقاب انهيار ثلاثة بنوك أمريكية نهاية الأسبوع الماضي والمخاوف من عدوى الانهيار أن تصيب المزيد من البنوك.
أيضاً أشارت وكالت موديز أنها وضعت عدد من البنوك الأمريكية تحت المراجعة، يأتي هذا بالرغم من خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي حاول فيه تهدئة الأوضاع، وأشار أن الحماية ستقدم للمودعين وأن دافعي الضرائب لن يتحملوا أية خسائر.
تقرير وكالة موديز يزيد من الدعم المقدم للذهب خلال هذه الفترة، فالذهب ينتعش في الأزمات بشكل كبير وتغير النظرة المستقبلية للقطاع المصرفي إلى سلبية يعني أننا قد نرى انتعاش أسعار الذهب في وقت قريب خاصة أن الفيدرالي قد يجبر على انهاء دورة رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
العوامل المؤثرة على تحركات الذهب خلال الفترة القادمة
تراجع الذهب اليوم للجلسة الثانية على التوالي يأتي مع تغير نظرة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية من قبل البنك الفيدرالي، وهو أحد أهم العوامل التي تؤثر في مسار الذهب خلال هذه الفترة، وبالتالي فإن اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع القادم سيحدد توجه أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة وبالتالي سيؤثر على توجهات الذهب.
من جهة أخرى نجد أن زيادة الإقبال على الملاذ الآمن التقليدي في الأسواق المالية تدعم الذهب بشكل كبير، فقد شاهدنا الأمر يتكرر خلال الأزمة المالية عام 2008 ليتخلى المستثمرون عن جميع الاستثمارات لصالح الذهب.
تأتي هذه العوامل مجتمعة لتدعم تحركات الذهب خلال الفترة الماضية، هذا إلى جانب دعم من تقارير مجلس الذهب العالمي التي تفيد استمرار الطلب من قبل البنوك المركزية وزيادة احتياطاتها من المعدن النفيس خلال يناير 2023، وذلك بعد عمليات الشراء القياسية التي شاهدناها في 2022.
في يناير 2023 اشترت البنوك المركزية 31 طن من الذهب بزيادة شهرية قدرها 16%، وتمت عمليات الشراء من قبل ثلاثة بنوك مركزية هي الصين وتركيا وكازاخستان، يأتي هذا بعد أن كثفت الصين مشترياتها من الذهب بشدة نهاية العام الماضي، بينما كانت تركيا صاحبة المركز الأول في أكبر مشتري رسمي للذهب في 2022.
يرى مجلس الذهب العالمي أن هذه الزيادة في شهية البنوك المركزية في شراء الذهب ستظل قوية طوال هذا العام، وبيانات يناير 2023 تؤكد على أن التوجه من قبل البنوك المركزية سيظل مستمر خلال هذا العام.