كشف تقرير جولد بيليون ، أن أسعار الذهب ارتفعت منذ بداية يناير بشكل ملحوظ نظراً لتحركات سعر الصرف وإقبال الأفراد بشكل كبير على شراء الذهب، ليرتفع سعر الذهب عيار 21 الأوسع انتشارا من مستوى 1675 جنيه للجرام بداية شهر يناير إلى 1730 في آخر يوم من يناير بتغير حوالي 1.5%، تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار منذ بداية شهر يناير من 24 جنيه إلى .30.10 جنيه
وسجل الذهب أعلى سعر في يناير عندما وصل الذهب عيار 21 إلى مستوى 1900 جنيه للجرام قبل أن يتراجع مجددا مع هدوء مخاوف الأفراد، بحسب تقرير جولد بيليون لرصد حركة الذهب ، وساهمت الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع في سحب السيولة من الذهب داخل السوق المحلي ليتراجع الذهب خلال شهر يناير من مستوى 1900 جنية لعيار 21, وظهر هذا جليا بعدما اعلنت البنوك عن حصيلة الشهادات
وينتظر المستثمرين قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي و تحركات أسعار الذهب عالميا لتحديد مسار أسعار الذهب خلال الفترة القادمة
أما سوق الذهب العالمي، فقد انهت أسعار الذهب شهر يناير أمس الشهر الثالث على التوالي من الارباح، حيث اغلق الذهب تداولات يوم امس عند مستوى 1928 دولار، بذلك تكون قد ارتفعت الأسعار بنسبة 20% تقريبا عن أدنى مستوياتها في عامين التي شهدتها في نوفمبر.
وارتفع المعدن الثمين حتى الآن بما يقارب 100 دولار في الشهر الأول من عام 2023 ، وهي أفضل بداية عام للذهب منذ عام 2012، ويأتي الزخم المتجدد للذهب مع استمرار انخفاض عائدات السندات واستمرار تداول الدولار الأمريكي عند أدنى مستوى له في سبعة أشهر، كما أن تغيير توقعات أسعار الفائدة يستمر في إلقاء العبء على الدولار، الذي يواصل التأرجح عند أدنى نقطة له في سبعة أشهر عند 102 نقطة، وهو الأمر الذي يدعم زخم الصعود للذهب حيث يصبح أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
ويجد الذهب طلبا من المتداولين والمستثمرين الذين يشهدون تحسنا في التوقعات حيث تحولت الضغوط البيعية في العام الماضي، من رفع أسعار الفائدة إلى ارتفاع العوائد والدولار إلى دعم للذهب مع توقف رفع أسعار الفائدة في النهاية بينما تنخفض العائدات والدولار وسط مخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية.
ومن المؤكد أن المعدن الثمين لا يزال في حالة تأرجح ، مؤمنا ستة مكاسب أسبوعية متتالية ، ويمكن أن يرتفع إذا ظلت المحركات الاقتصادية الأساسية دون تغيير.
ويمكن أن يؤدي المزيد من ضعف الدولار والبيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة إلى زيادة الشهية للذهب خلال الأيام القليلة المقبلة .
وعلى الرغم من أن مستوى 1940 دولار الذي سجله الذهب الأسبوع الماضي يثبت أنه مستوى مقاومة بعض الشيء ، فإنه في حالة حدوث كسر لهذا المستوى ، فلن يكون هناك الكثير مما يعيقها عن أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتتوقع الأسواق حاليا رفع سعر الفائدة الأمريكية مرة أو مرتين قبل التوقف عند 5% أو أقل من ذلك. إذا كرر التاريخ نفسه ، فقد يكون للذهب اتجاه صعودي أكبر.
تجدر الإشارة إلى أن أحد العوامل التي تعيق سوق الذهب أنه لا يزال الطلب ضعيفا على الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب، حيث لم نشهد بعد انتعاش الطلب على الصناديق المتداولة في البورصة مع إجمالي الحيازات التي لا تزال قريبة من أدنى مستوى لها في عامين حول 94 مليون أوقية.
على الجانب الاخر وجدت اسعار الذهب بعض الضغط البيعي من جانب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تمتلك روسيا احتياطي ضخم من الذهب تسعى روسيا لاستخدامة لمواصلة الانفاق على الحرب وهو ما ادي الي زيادة المعروض من جانب الذهب في الاسواق العالمية
ولكن ما خفف من اثر تلك الضغوط البيعية هو شراء الصين الذهب من الاسواق العالمية بشكل ضخم الفترة الأخيرة وهو ما ظهر جليا في صادرات روسيا للصين التي زادت بحوالي ٦٧.٣٪ في عام ٢٠٢٢ مقابل عام ٢٠٢١ لتسجل اجمالي صادرات ٦.٦ طن من الذهب من روسيا للصين في ٢٠٢٢ بما يقدر بمبلغ ٣٦٨.٩ مليون دولار ومرجح ان تلك عمليات التصدير قد استمرت في شكل يناير مع توسع الروسيين في ميدان الحرب وتقدماتهم الأخيرة في اوكرانيا