في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة و قلة الموارد المالية و البشرية المتاحة لدى الكثير من مجتمعات الأعمال المصرية المنتجة سواء في مجال التصنيع أو تقديم الخدمات، يجب أن تسعى كل مؤسسة للاستفادة القصوى من مواردها من خلال تطبيق مفهوم التآزر أو “Synergy” .
و لكن دعونا أولا نعرض ما هو مفهوم التآزر، تآزر الجهود و العناصر الإنتاجية هو تلك العملية المركبة والتقاطعات الفنية بين الإدارات المختلفة التي من شأنها رفع الإنتاجية والكفاءة النهائية بحيث يكون الناتج النهائي أعلى من مجموع قيمة انتاج كل وحدة على حدة، لك أن تخيل مجموعة من التروس تعمل معا لتشغيل آلة ما في حركة منظمة مهما تعقد تركيبها بحيث تكون النتيجة النهائية أكبر من نتيجة تشغيل كل ترس على حدة، فالاندماج الذي يحدث يضمن سير العمل وفقا لآلية فعالة تم تخطيطها بعناية لكي تحقق المردود المطلوب و الذي يختلف بطبيعة الحال عن النتيجة التقليدية المتوقعة، فالتآزر و الاندماج بإختصار يعمل على تقديم قيمة مضافة على العملية الإنتاجية و يزيد من كفاءة العمل في ظل الموارد المتاحة .
عادة ما يشار إلى مفهوم الـتآزر في مجال الاندماج و الاستحواذ بين الشركات و حدث ذلك كثيرا في مجال الأعمال حين تجتمع إدارات شركتين على سبيل المثال للاندماج معا لتحقيق نتائج أفضل و لتحسين الوضع المالي لكلا الشركتين و تعظيم الربحية ، و يمكننا أن نرى ذلك جليا في استحواذ شركة ديزني إحدى أكبر شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم على استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة في 2006 بقيمة 7.4 مليار دولار و الذي رآه الكثير من المحللين آنذلك مبالغا فيه، و لكنه أدى في النهاية إلى تحقيق نتائج أفضل للطرفين في أعمالها المشتركة ، حيث ساعدت بيكسار على إيجاد حلول تكنولوجية جديدة لأفلام ديزني التي تعد الرائد صناعة أفلام الرسوم المتحركة ساعدها على تطوير أعمالها بما يتوافق مع متطلبات جمهورها، و قاد نجاح الإندماج إلى استحواذ ديزني على شركة مارفل بعد ذلك في 2009 لتكملة مسيرة الاستحواذ الناجحة .
و من تجارب التآزر الناجحة أيضا شراكة شركة مايكروسوفت للبرمجيات مع شركة أي بي إم للحواسيب تلك الشراكة التي حولت شركة مايكروسوفت إلى أحد المنتجين الرئيسيين للبرمجيات في سوق الحواسيب المنزلية بداية من ثمانينيات القرن الماضي.
و لكن مؤخرا بدأ الحديث عن تحقيق التآزر داخل الشركة الواحدة من خلال تقسيم الإدارات إلى وحدات عمل استراتيجية تعمل كل منها على حدة و تتقاطع معا في مراحل محددة لتحقيق أفضل انتاجية ممكنة و لاختصار الوقت المحدد لكل عملية .
أثناء إعداد الاستراتيجية الخاصة بعملك يجب أن تضع معها التقاطعات الفنية بين الإدارات المختلفة لتصبح المؤسسة مدارة بالكامل ذاتيا من خلال وحدات عمل تجمع جميع العناصر و الموارد اللازمة لتحقيق هدف معين ، و بالتالي القيام بأكثر من مهمة في نفس التوقيت كما يجب أن تكون التداخلات الفنية مخططا لها بشكل دقيق و بتوقيتات محددة و أن تكون في نفس الوقت مرنة تقبل التغيير وفقا للمستجدات و الظروف الطارئة ، و يفضل تدريب كل العاملين تدريبا مكثفا على ذلك لأن خطة العمل المنظمة و التي تراعي كافة التفاصيل و تتوقع الحد الأعلى الظروف الطارئة و تكون قادرة على امتصاص المعوقات و التكيف معها هي الطريق الوحيد الذي من خلاله يمكنك أن تعبر بعملك الأزمات المحتملة و أن تصل إلى وجهتك من أقصر الطرق .
إقرأ أيضاً :
عمر رشدي يكتب لـ”صناع مصر”.. العبور الآمن من التحديات الاقتصادية