أسدل مهرجان جوائز المعماريين العرب لعام 2025 الستار على فعالياته في القاهرة، بعد ثلاثة أيام مكثفة من الحوار المهني والتفاعل الإبداعي، شهدت احتفاءً واسعًا بتجارب معمارية عربية عكست تنوع الرؤى وتطور الممارسة المعمارية في المنطقة.
وجاء تنظيم المهرجان برعاية نقابة المهندسين المصرية وشعبة العمارة، حيث شكّل منصة عربية جامعة لعرض النماذج المعمارية المتميزة، ومناقشة قضايا العمران والهوية والاستدامة، قبل أن تُعلن النتائج النهائية للمسابقة خلال حفل ختام رسمي حضره نخبة من المعماريين والخبراء.
وأعلنت لجنة التحكيم، برئاسة هيئة المعماريين العرب، فوز مشروعات من ست دول عربية في ست فئات رئيسية، عكست تنوع المدارس المعمارية واختلاف السياقات البيئية والاجتماعية.
في فئة العمارة السكنية الخاصة، نال مشروع أردني الصدارة، بينما اقتنصت مشروعات لبنانية المركزين الثاني والثالث، في حين شهدت فئة الإسكان واسع النطاق تفوق مشروع مصري، إلى جانب مشاركة تونسية ولبنانية ضمن القائمة الفائزة.
أما فئة المباني العامة، فقد تصدرها مشروع لبناني، وجاء مشروع مصري في المركز الثاني، بينما حصل مشروع مغربي على المركز الثالث، في تجسيد واضح لتنوع الرؤى الوظيفية والجمالية داخل العمارة العربية.
وفي قطاع المشروعات السياحية والترفيهية، حلت المشروعات المغربية والمصرية في مقدمة الفائزين، بينما شهدت فئة مراكز العمل والتجارة تقدم مشروع مصري إلى المركز الأول، مع مشاركة عراقية ولبنانية متميزة.
كما حظيت مشروعات إعادة التأهيل والحفاظ العمراني باهتمام خاص من لجنة التحكيم، حيث فاز مشروع لبناني بالمركز الأول، إلى جانب مشروعين مصريين في المركزين الثاني والثالث، بما يعكس تصاعد الاهتمام بالتراث وإعادة توظيفه معماريًا.
وكشفت النتائج عن تقدم ملحوظ للمشروعات المصرية من حيث عدد الجوائز، تلتها لبنان، ثم المغرب، بينما سجلت كل من الأردن وتونس والعراق حضورًا لافتًا في قائمة الفائزين.
وشهدت مراسم الختام تكريم أعضاء لجنة التحكيم، التي ضمت أسماء بارزة من كبار الأكاديميين والمعماريين في الوطن العربي، تقديرًا لدورهم في مراجعة وتقييم أكثر من 180 مشروعًا مشاركًا، وفق معايير دقيقة شملت الجودة التصميمية، والارتباط بالسياق، والاستدامة، والأثر المجتمعي.
كما خُصص جزء من الحفل لتكريم مجموعة من رموز العمارة المصرية الذين أثروا المسيرة المعمارية تعليمًا وتطبيقًا، وأسهموا في تشكيل أجيال من المعماريين.
وفي ختام المهرجان، أكدت الكلمات الرسمية على أهمية الدور العربي المشترك في دعم العمارة كأداة للتنمية، وعلى مسؤولية المعماريين في المرحلة المقبلة، خاصة في ملفات إعادة الإعمار وبناء المدن المستدامة.
وعلى مدار أيام المهرجان، شهد البرنامج العلمي جلسات فكرية ناقشت مستقبل العمارة العربية، والعلاقة بين التراث والتكنولوجيا الحديثة، وأدوار الذكاء الاصطناعي في التصميم، إضافة إلى رؤى حول التنمية العمرانية المتكاملة في المدن العربية الجديدة.
واختُتمت الفعاليات بتكريم الشركاء والداعمين، تأكيدًا على أهمية التكامل بين المؤسسات المهنية والقطاع الخاص في دعم الفعاليات المتخصصة وتطوير الحوار المعماري على مستوى الوطن العربي.















