في مشهد احتفالي مهيب جسّد روح التعاون بين إفريقيا ومنطقة الكاريبي، ألقى الدكتور تيرانس درو، رئيس وزراء اتحاد سانت كيتس ونيفيس والرئيس القادم لمجموعة الكاريبي (CARICOM)، كلمة مؤثرة خلال حفل تنصيب الدكتور جورج إلومبي رئيسًا لمجلس إدارة البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك)، استعرض خلالها تجربة بلاده الملهمة في التحول من اقتصاد قائم على السكر والفقر المدقع إلى دولة ذات اقتصاد قوي ومستقر، مؤكدًا أن هذا التحول تحقق بالإصرار والاعتماد على الذات.
وأكد رئيس الوزراء أن هذا الحدث يمثل لحظة تاريخية تؤكد متانة العلاقات بين إفريقيا والكاريبي، مشيرًا إلى أن البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير أصبح جسرًا حقيقيًا يربط بين الجانبين في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية المشتركة.
وقال درو في كلمته:
“أتشرف بأن أشارككم هذا الحدث التاريخي بصفتي رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس والرئيس القادم لمجموعة الكاريبي، لنرحب معًا بتولي الدكتور جورج إيلومبي قيادة أفريكسيم بنك في مرحلة جديدة من التعاون والازدهار بين إفريقيا والكاريبي.”
وأشار إلى أن اختيار الدكتور إيلومبي لقيادة البنك هو تقدير لمسيرة طويلة من العطاء امتدت لنحو ثلاثة عقود داخل المؤسسة، أسهم خلالها في تطويرها لتصبح واحدة من أكثر المؤسسات المالية ديناميكية وفاعلية في القارة الإفريقية.
وأضاف أن توليه هذا المنصب يأتي في وقت تتحد فيه إفريقيا ومنطقة الكاريبي في مسار واحد نحو التكامل الاقتصادي والابتكار والازدهار المشترك، مؤكدًا أن البنك سيواصل تحت قيادته تعزيز نفوذه وتوسيع شراكاته عبر المحيط الأطلسي.
وأوضح درو أن منطقة الكاريبي ترى في أفريكسيم بنك شريكًا استراتيجيًا يسهم في تعزيز التنمية والتبادل التجاري، مشيرًا إلى أن مبادرات مثل منتدى التجارة والاستثمار بين إفريقيا والكاريبي تمثل نقطة انطلاق نحو صياغة حقبة جديدة من التعاون تتجاوز التاريخ والجغرافيا.
وأكد أن التجربة التنموية في الكاريبي تشترك مع إفريقيا في تحدياتها التاريخية، قائلاً:
“لقد كنا مثل إفريقيا، مستعمرات للقوى الأوروبية نُهبَت مواردنا وقيل لنا إننا غير جديرين بالتنمية. لكننا استطعنا أن ننهض ونصنع المستحيل بإرادتنا.”
واستعرض رئيس الوزراء تجربة بلاده في تأسيس أول بنك وطني، رغم رفض البنوك الأجنبية التعامل مع المواطنين، قائلاً:
“في سانت كيتس ونيفيس كنا أفقر دول المنطقة، وكان شعبنا يخبئ أمواله في المنازل لأن البنوك الأجنبية كانت ترفض التعامل معه. لكن أحد روادنا، السير إدوين لورانس، قرر إنشاء بنك وطني سماه (بنك البنس) لأن البنوك الكبرى لم تكن تقبل بنسات الفقراء.”
وأضاف:
“بدأنا من لا شيء، في أصغر دولة بالمنطقة، لكننا استطعنا أن نحول هذا البنك إلى مؤسسة بمليارات الدولارات. قالوا إننا لا نستطيع، لكننا فعلناها. المغزى بسيط: لن يأتي أحد لإنقاذنا، علينا أن ننقذ أنفسنا.”
ووجه درو رسالة مؤثرة إلى الرئيس الجديد للبنك قائلاً:
“ستسمع قصصًا كثيرة مثل قصتنا، عن دول في إفريقيا تحتاج إلى التنمية. سيقولون لك إن ميزانياتها ضعيفة وإن أرقامها لا تبدو مثالية، لكن تذكّر أن دورك هو أن تجعل ما يبدو مستحيلًا ممكنًا. عليك أن تتحلى بالابتكار والشجاعة.”
كما توجه بالشكر إلى الرئيس المنتهية ولايته البروفيسور بنديكت أوراما على ما قدمه خلال فترة رئاسته من جهود ملموسة في ربط إفريقيا والكاريبي وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، متمنيًا للدكتور جورج إيلومبي التوفيق في قيادة البنك نحو مرحلة جديدة من النجاح.
وختم كلمته قائلاً:
“أتمنى أن تكون فترة ولايتك مرحلة ازدهار لا تقتصر على إفريقيا فحسب، بل تمتد لتشمل جميع أصحاب الأصول الإفريقية حول العالم. فالناس يجب أن يظلوا دائمًا في مركز كل ما نفعله.”




