في الترويج، فيه دايمًا شعرة صغيرة بين إنك تكون لافت ومميز، أو إنك تتجاوز الحد وتدخل في منطقة خطر. وأي شركة لو ما قدرتش توازن بين الاثنين، ممكن بدل ما تكسب شهرة ومحبة الناس، تخسر ثقتهم وتضر صورتها قدام الجمهور. وده بيكون أخطر لما الاعتماد الأساسي يكون على السوشيال ميديا، لأن الرسالة – سواء كانت إيجابية أو سلبية – بتنتشر بسرعة جدًا وصعب تتدارك أثرها.
مؤخرًا، شفت مثال لشركة ناشئة قررت تروج لمنتج جديد بإعلان فيه تصرف مش إيجابي ومش آمن، يمكن كان الهدف منه يجذب الانتباه ويكون مختلف، لكن في الحقيقة بعَت رسالة غلط للناس، ورسالة دي ما كانتش مناسبة لبراند بيحاول يبني صورة محترمة قدام جمهوره.
وكمان نفس الشركة نشرت على صفحتها الرسمية تضامنها مع شخصية معروفة في قضية مثيرة للجدل. الموقف هنا إن التضامن ما كانش من المؤسس بشكل شخصي، لكن من صفحة الشركة نفسها. وده خطر كبير، خصوصًا للشركات اللي لسه في البداية، لأن القضايا الجدلية دايمًا بتقسم الناس لفريقين، ومع الوقت ممكن تضر سمعة الشركة أكتر ما تفيدها.
اللي لفت نظري أكتر هو طريقة ردهم على التعليقات السلبية. بدل ما يردوا بأسلوب هادئ ومحترم، بعض الردود كانت حادة ومستفزة، لدرجة إنهم قالوا لبعض الناس اللي انتقدوهم: “اتفضلوا اعملوا إلغاء متابعة”! الأسلوب ده بيخلي الناس تحس إن الشركة مش ناضجة كفاية أو إنها بتعتمد على الجدل عشان تكسب شهرة.
وده يخلينا نسأل: هل من الصح إن الشركة تعبر عن رأيها في القضايا الجدلية على صفحتها الرسمية؟ ولا الأفضل إن الحاجات دي تفضل على الصفحات الشخصية للمؤسسين أو العاملين؟ وهل الجرأة في الترويج تعتبر حاجة كويسة دايمًا، ولا أحيانًا ممكن ترجع على الشركة بخسارة؟
في الآخر، لفت الانتباه مهم، لكن الأهم هو تحافظ على ثقة الناس فيك، لأن دي أكبر مكسب لأي علامة تجارية، والخسارة فيها ممكن ما تتعوضش.