في وقت يشهد فيه السوق المصري تحولات اقتصادية وتنافسية قوية، تضع ماكدونالدز مصر نفسها في قلب المشهد بخطة توسعية غير مسبوقة تمتد حتى عام 2030، مدعومة باستثمارات حوالي مليار جنيه خلال 2025/2026، ورؤية متكاملة تجمع بين التوسع الجغرافي، وتعزيز القدرات التشغيلية، والالتزام بالاستدامة ودعم الاقتصاد المحلي.
في حوار خاص مع موقع «صناع مصر»، يكشف علاء فتحي، المدير العام لشركة مانفودز – ماكدونالدز مصر، تفاصيل هذه الرؤية التي تستهدف رفع عدد الفروع إلى ما يتعدي ال 280 فرعًا، وخلق آلاف فرص العمل الجديدة، وزيادة الاعتماد على المكون المحلي الذي وصل بالفعل إلى 92% من إجمالي المنتجات حتي الان.
كما يتحدث عن استراتيجيات الشركة في التحول الرقمي، وتطوير تجربة العملاء، والحفاظ على الريادة في خدمات الطلب السريع، إلى جانب دورها في دعم المشروعات الصغيرة والمسؤولية المجتمعية، في نموذج متكامل يجمع بين النجاح التجاري والتأثير الإيجابي في المجتمع.
في البداية قال علاء فتحي، المدير العام لشركة مانفودز – ماكدونالدز مصر، إن الفرص الواعدة في السوق المصري تمثل دافعًا قويًا للاستمرار في ضخ الاستثمارات، مؤكدًا أن مصر سوق ضخم يتمتع بعوامل جذب قوية، وعلى رأسها النمو السكاني، وزيادة معدلات التمدن، وتطور البنية التحتية خاصة في المدن الجديدة والمجتمعات العمرانية.
وأضاف أن الشركة تضع خطة طموحة للتوسع في السوق المصري خلال السنوات الخمسة المقبلة وحتى 2030. تشمل ضخ استثمارات بقيمة مليار جنيه مصري خلال عامي 2025 و2026.
وأكد المدير العام لشركة مانفودز – ماكدونالدز مصر، أن الخطة التوسعية تتضمن افتتاح أكثر من 90 فرعًا جديدًا موزعة على عدد من المحافظات حتى 2030، وستسهم في خلق 6,172 فرصة عمل جديدة.
وأوضح فتحي أن مانفودز – ماكدونالدز مصر تُعد واحدة من كبرى الشركات التي توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مصر، حيث يبلغ إجمالي عدد المستفيدين — من موظفين مباشرين وغير مباشرين وأسرهم — نحو 40 ألف شخص، ويشمل ذلك الموظفين في المطاعم والمقر الرئيسي، وكذلك العاملين لدى الموردين ومقدمي الخدمات المرتبطين بسلسلة الإمداد.
وأشار إلى أن ماكدونالدز مصر لا تركز فقط على افتتاح فروع جديدة، بل تهتم أيضًا بتطوير تجربة العملاء داخل الفروع، وتوسيع خدمات التوصيل، والاستثمار في التحول الرقمي، وخاصة منصة ماكدونالدزالرقمية التي تشهد تطورًا مستمرًا لتواكب احتياجات العملاء.

ولفت إلى أن ماكدونالدز مصر تمتلك حاليًا 194 فرعًا منتشرة في 23 محافظة، وجميعها تعمل وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية، وتقدم نفس مستوى الخدمة والمنتجات الموجود في فروع ماكدونالدز حول العالم، وهو ما يعكس التزام الشركة بتطبيق المعايير الدولية دون تمييز بين الأسواق.
92% نسبة المكون المحلي في منتجاتنا .. ومساندة قوية للمشروعات الصغيرة ضمن استراتيجية النمو
وأكد علاء فتحي أن ماكدونالدز مصر تعتمد بشكل كبير على الموردين المحليين، حيث يمثل نسبة المكون المحلي في منتجاتها نسبة 92%.
وأضاف أن هناك شركات محلية بدأت العمل مع ماكدونالدز كموردين صغار، ومع الوقت نمت أعمالهم وتوسعت أنشطتهم بشكل كبير، وأصبحت هذه الشركات الآن كيانات قوية، موضحًا أن هذه العلاقة المتبادلة تمثل جزءًا من استراتيجية ماكدونالدز لتعزيز الاقتصاد المحلي وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
وأشار إلى أن التعاون مع الموردين لا يقتصر فقط على التوريد، بل يشمل التأهيل الفني ومتابعة الجودة وتطوير القدرات الإنتاجية، مؤكدًا أن ماكدونالدز تطبق منظومة مراجعة صارمة على كل مورد لضمان التزامه بمعايير الجودة، والسلامة، والتأكد من مطابقة المنتجات للمواصفات العالمية.
السوق المصري يتمتع بقدرة شرائية ضخمة ونسبة شباب تتجاوز 50%
وشدد المدير العام على أن الجودة هي العامل الحاسم في استمرار التعاون مع الموردين، وأن الشركة لا تتنازل أبدًا عن معاييرها العالمية في أي منتج يُقدم داخل مطاعمها، لافتًا إلى أن العميل المصري أصبح على درجة عالية من الوعي، ويبحث عن الجودة العالية في كل ما يتناوله، وبالتالي فإن الشركة تضع هذا الملف على رأس أولوياتها.
وقال إن ماكدونالدز مصر تعمل وفقًا لمنهجية متكاملة في التعامل مع الموارد البشرية، تبدأ من برامج التدريب والتأهيل وتمر بمراحل التشغيل والتطوير ثم التدرج الوظيفي، مشيرًا إلى أن الشركة توفر فرصًا حقيقية للشباب للالتحاق بفريق العمل، حتى بدون خبرة مسبقة، عبر برامج تدريب داخلية وخارجية.
وأوضح فتحي أن الشركة تقدم برامج تدريب صيفية للطلبة من الجامعات المختلفة، إلى جانب برامج تدريب عملي للخريجين الجدد، ما يساعدهم على اكتساب المهارات العملية، سواء للعمل داخل الشركة أو خارجها، مؤكدًا أن ماكدونالدز تؤمن بدورها في تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
ماكدونالدز مصر تعمل وفقًا لمنهجية متكاملة في التعامل مع الموارد البشرية
وأضاف أن الشركة لديها منظومة متكاملة للتدريب تمتد على مستوى الجمهورية، وتشمل مختلف الإدارات والمجالات، مشيرًا إلى أن هناك قصص نجاح كثيرة داخل الشركة لشباب بدأوا العمل في وظائف بسيطة، ثم تقدموا في المسار الوظيفي ليصلوا إلى مناصب إدارية عليا.

وتابع: “هدفنا الأساسي هو خلق بيئة عمل تُمكّن الموظفين من التطور المهني والنمو الذاتي، ولذلك نركز على تقديم برامج تدريب مستمرة، وتوفير فرص للترقي داخل الشركة، وتقييم أداء العاملين بطرق شفافة تضمن تكافؤ الفرص للجميع”.
وأشار المدير العام إلى أن ماكدونالدز لا تعمل فقط كمطعم لتقديم الطعام، بل كيان متكامل يهتم بالتنمية المجتمعية، ويساهم في مسؤوليات مجتمعية حقيقية، مؤكدًا أن الشركة تقدم دعمًا لمؤسسات مجتمعية كبرى في مصر، وعلى رأسها مستشفي 57357 وغيرها من المؤسسات.
وأوضح أن الدعم لا يقتصر على المساهمات المالية فقط، بل يمتد إلى دعم عيني وخدمي، حيث يتم توجيه الموارد لدعم احتياجات هذه المؤسسات حسب ما يتناسب مع طبيعة كل جهة، بما يحقق تأثيرًا ملموسًا في المجتمع.
التطبيق الرقمي لماكدونالدز يشهد تحديثات مستمرة لتقديم تجربة أكثر تميزًا
وفيما يتعلق بالاستدامة والبيئة، أكد علاء فتحي أن الشركة بدأت منذ سنوات في خفض استهلاك الطاقة والمياه داخل الفروع، وتعمل على استبدال العبوات البلاستيكية بعبوات ورقية صديقة للبيئة، موضحًا أن الشركة قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، وتخطط للتوسع بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن بعض الفروع تعمل بالفعل بالطاقة الشمسية، وهناك خطة لتعميم التجربة تدريجيًا بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية في ملف الطاقة النظيفة، مؤكدًا أن الشركة حريصة على تطبيق أفضل الممارسات البيئية العالمية.
وأوضح أن توافر الأيدي العاملة الماهرة والمكون المحلي والمستلزمات الصناعية يعزز من قدرة المستثمرين على العمل بقوة في السوق المصرية.
وأشار إلى أن مصر، التي تضم أكثر من 100 مليون نسمة، توفر سوقًا ضخمًا بقدرة شرائية عالية، رغم أن الزيادة السكانية تشكل عبئًا على الدولة.
توسعات وخدمات رقمية واستدامة بيئية.. «ماكدونالدز» تكشف خطتها للسوق المصري حتى 2030
وأضاف أن نحو 50% من السكان هم من الشباب تحت سن الثلاثين، ما يجعلهم قوة إنتاجية تمتلك مهارات مميزة، وفي الوقت ذاته قوة استهلاكية ضخمة، إذ يمثلون شرائح متعددة من الطلب، وهو ما يخلق فرصًا مستمرة لإطلاق منتجات جديدة تلبي احتياجاتهم.
وأوضح فتحي أن التغير في متطلبات المستهلك المصري يعود إلى بروز أجيال جديدة لها احتياجات وأنماط حياة مختلفة، وهو ما يفرض على الشركات تطوير منتجاتها وعروضها باستمرار.وأكد أن التغير ليس محليًا فحسب، بل هو اتجاه عالمي مدفوع بالتقدم التكنولوجي والانفتاح على قنوات اتصال واسعة.
ولفت إلى أن ماكدونالدز مصر توسعت في القنوات الرقمية لمواكبة هذا التحول، حيث أصبح شريحة واسعة من العملاء تفضل التعامل عبر التطبيقات والمنصات الإلكترونية بدلًا من الفروع أو المكالمات الهاتفية.
وأكد مدير عام ماكدونالدز مصر أن الشركة تتصدر السوق في خدمات الطلب من السيارة “Drive-Thru”، من خلال شبكة فروع واسعة موزعة على مختلف المحافظات، مما يجعل ماكدونالدز واحدة من أكثر العلامات التجارية انتشارًا في قطاع الوجبات السريعة في مصر، وتمتلك أكبر عدد من نقاط الـ Drive-Thru، وهو ما يضمن توفرها في معظم المدن ويعزز سهولة الوصول إليها، لتلبية احتياجات العملاء الباحثين عن خدمة سريعة بجودة عالية.
وأشار إلى أن الشركة توفر خيارات متنوعة لتقديم الطلبات، سواء عبر الكول سنتر، أو التطبيقات، أو القنوات الرقمية، بما يضمن تلبية مختلف أنماط المستهلكين، حيث تستحوذ هذه القنوات على 60% من مبيعات ماكدونالدز مصر.
وشدد على أن التنافسية في السوق المصري تتطلب من الشركات توفير حلول وخدمات مبتكرة تناسب احتياجات العملاء المتنوعة، مع الحفاظ على جودة المنتج والسعر التنافسي.
السوق المصري يتمتع بقدرة شرائية ضخمة ونسبة شباب تتجاوز 50%
واختتم علاء فتحي حديثه بالتأكيد على أن ماكدونالدز مصر ليست مجرد مطاعم للوجبات السريعة، بل مؤسسة اقتصادية ومجتمعية متكاملة، تساهم في النمو الاقتصادي، وتدعم سلاسل الإمداد المحلية، وتوفر آلاف فرص العمل، وتلتزم بمعايير الجودة العالمية، وتسعى باستمرار إلى رد الجميل للمجتمع المصري الذي تنتمي إليه.