توقعت شركة “جولد إيرا” المتخصصة في تجارة واستثمار الذهب، ارتفاع أسعار المعدن الأصفر إلى ما فوق 3800 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة، مدفوعة بعدة عوامل أبرزها التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتصاعد المخاطر الائتمانية في السوق الأمريكية، خصوصًا مع تفاقم أزمة قروض الطلاب.
وقال أسامة زرعي، رئيس قسم التحليل في “جولد إيرا”، إن الذهب أظهر إشارات فنية صعودية خلال الأسبوع الجاري، خاصة بعد تجاوزه لمستوى المقاومة 3430 دولارًا، متوقعًا أن تتسارع المكاسب في حال الاستقرار أعلى هذا المستوى، ليصل السعر تدريجيًا إلى 3700 – 3800 دولار، وربما يمتد لاحقًا إلى 4000 دولار للأوقية.
وتوقعت الشركة أن تكون الفترة من سبتمبر حتى أكتوبر نقطة التحول الأساسية في حركة الذهب الصاعدة، بالتزامن مع اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب في 30 يوليو، والذي يُنتظر أن يقدم إشارات واضحة بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
وأشار زرعي إلى أن توقعات السوق تشير إلى أن خفض الفائدة المرتقب سيزيد من جاذبية الذهب كأصل تحوطي لا يُدر عائدًا، مقارنة بالأصول الثابتة التي تتأثر سلبًا عند انخفاض الفائدة.
من الناحية الفنية، أوضح التقرير أن مستويات 3335 و3350 دولارًا تمثل نقاط دعم مهمة لحركة الذهب خلال الأسبوع الحالي، بينما يمثل كسر مستوى 3300 دولار هبوطًا إشارة إلى ضعف في الزخم، قد تدفع المستثمرين للحذر.
وفي السياق الاقتصادي، ألقى تقرير حديث صادر عن Apollo Global Management الضوء على أزمة قروض الطلاب في أمريكا، مشيرًا إلى أن نحو 45 مليون أمريكي يواجهون صعوبات في السداد، مع وصول معدل التعثر إلى 24%، وهي نسبة تتجاوز بكثير نسب التخلف التي سبقت أزمة الرهن العقاري في 2008.
وتُظهر هذه الأزمة بوادر تهديد خطير للاستهلاك المحلي، خاصة في ظل تراجع التصنيف الائتماني لشرائح واسعة من الأمريكيين، ما ينعكس سلبًا على قدرتهم على الإنفاق، وهو ما قد يُجبر الفيدرالي على اتباع سياسات تيسير كمي جديدة أو تخفيضات إضافية للفائدة.
في ظل هذا المشهد، يرى محللو “جولد إيرا” أن الذهب سيواصل استفادته كملاذ آمن في بيئة تتسم بعدم اليقين والتقلبات المتزايدة، مشيرين إلى أن الاستقرار النسبي في مراكز المضاربة على الذهب يعكس توازنًا في المزاج الاستثماري، لكن الميل يبقى لصالح الشراء عند كل تراجع في السعر.