حققت أسعار الفضة مكاسب قوية منذ بداية عام 2025، مدفوعة بزيادة الطلب وتراجع المعروض العالمي، حيث ارتفع سعر جرام الفضة في السوق المحلية بنسبة 27%، من 41 جنيهًا في يناير إلى 52 جنيهًا حاليًا (عيار 800)، بحسب تقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” Safe Haven Hub.
وشهدت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 3% خلال الأسبوع الماضي فقط، مدعومة بصعود الأوقية في البورصة العالمية إلى 38.32 دولارًا، مقابل 36.86 دولارًا الأسبوع السابق، لتسجل مكاسب أسبوعية قدرها 4%.
وأشار التقرير إلى أن الفضة تشهد طلبًا متزايدًا من المستثمرين والصناعات، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية والإجراءات الجمركية الجديدة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية، في وقت يعاني فيه السوق من نقص حاد في المعروض، سواء من المناجم الأساسية أو الفضة الثانوية المستخرجة من معادن أخرى.
وسجلت أسعار الفضة في السوق المصرية كالتالي:
- عيار 800: 52 جنيهًا للجرام
- عيار 925: 60 جنيهًا
- عيار 999: 65 جنيهًا
- جنيه الفضة (عيار 925): 480 جنيهًا
عالميًا، ارتفعت الفضة بنسبة 32% منذ بداية العام، من 29 دولارًا للأوقية إلى 38.32 دولارًا، وهو أعلى مستوى تسجله منذ 13 عامًا. كما قفزت الأسعار بنسبة 34% منذ أدنى مستوياتها في أبريل.
وأوضح التقرير أن أسواق المعادن تمر بحالة من عدم التوازن، مع تراجع السيولة، وارتفاع تكاليف الاقتراض، واتساع الفجوة السعرية بين بورصات رئيسية مثل كومكس ولندن، في ظل زيادة الرسوم الإضافية على الفضة بالسوق الأمريكية.
تزامن ذلك مع ارتفاع أسعار النحاس بنسبة 13% بعد فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 50% على وارداته، مما دفع العديد من المستثمرين للتحوّل إلى الفضة كبديل صناعي، نظرًا للترابط الوثيق بين المعدنين.
وأشار معهد الفضة العالمي إلى أن الاستثمارات في صناديق الفضة تجاوزت 1.13 مليار أوقية حتى نهاية يونيو، مع تدفقات صافية بلغت 95 مليون أوقية خلال 6 أشهر، وهو ما يفوق إجمالي استثمارات 2024.
وتوقع المعهد أن يبلغ الاستهلاك الصناعي للفضة هذا العام نحو 677.4 مليون أوقية، مدفوعًا بالطلب المرتفع من قطاعات الطاقة النظيفة، خاصة الخلايا الشمسية والتقنيات الكهروضوئية.
في المقابل، تستمر أزمة المعروض للعام الخامس على التوالي، وسط تراجع الإنتاج في دول رئيسية مثل المكسيك وروسيا، واعتماد السوق بنسبة 70% على الفضة الثانوية.
ويرى محللو بنك “سيتي” أن الفضة مرشحة لمواصلة الصعود، مع توقعات بملامسة 40 دولارًا خلال 6 إلى 12 شهرًا، وربما الوصول إلى 46 دولارًا بحلول الربع الثالث من 2025، مدعومة بعوامل العرض والطلب، والزخم الاستثماري.
وبينما يُنظر إليها كمعدن ثمين، تثبت الفضة مجددًا أنها أحد الأصول الاستراتيجية في خريطة الأسواق العالمية، معززة مكانتها كملاذ آمن ومكون أساسي في مستقبل الطاقة النظيفة.