شهدت أسعار الذهب العالمية تحركات محدودة اليوم، وسط حالة من الحذر في الأسواق المالية، مدفوعة بمقترحات جديدة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء تجاريين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما عزز من الطلب على الملاذات الآمنة في الأسواق، لكن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية حدّ من الزخم الصعودي للذهب.
وسجل سعر أونصة الذهب عالميًا انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3324 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند مستوى 3340 دولارًا، قبل أن يستقر حاليًا قرب مستوى 3327 دولارًا، بحسب تقرير شركة Gold Bullion.
ترامب يعيد إشعال فتيل الحرب التجارية
وكان الرئيس الأمريكي قد أبلغ شركاءه التجاريين بأن التعريفات الجمركية المرتفعة ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، مشيرًا إلى أن السلع اليابانية والكورية الجنوبية ستخضع لتعريفة بنسبة 25%. ورغم إتاحة فترة تفاوض حتى 9 يوليو، لم يتم التوصل إلى اتفاقيات سوى مع بريطانيا وفيتنام.
ورغم تشديد نبرة ترامب، فإن حركة الذهب تشير إلى عدم انزعاج المتداولين نسبيًا، إذ تواصل عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعها، مما يقلل من جاذبية الذهب كمخزن للقيمة غير المدر للعائد.
توقعات الأسواق وترقب الفيدرالي
ويترقب المستثمرون محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقرر صدوره هذا الأسبوع، بحثًا عن إشارات تتعلق بإمكانية خفض أسعار الفائدة. يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه البيانات الاقتصادية الأمريكية مؤشرات قوة، مما يُقلل من فرص التيسير النقدي على المدى القصير.
رسوم ترامب الجديدة أثارت أيضًا مخاوف من تصاعد التضخم، وهو ما قد يُعقّد من مسار الفيدرالي نحو تعديل السياسات النقدية خلال النصف الثاني من 2025.
الذهب في السوق المحلي: تحركات عرضية مع دعم من ارتفاع الدولار
سجل سعر الذهب المحلي عيار 21 – وهو الأكثر شيوعًا – 4650 جنيهًا للجرام خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بعد أن افتتح الجلسة عند نفس المستوى، وذلك عقب ارتفاع ملحوظ يوم أمس بمقدار 30 جنيهًا.
وكان الذهب قد أغلق جلسة الأمس عند 4645 جنيهًا بعد أن بدأ تداولاته عند 4615 جنيهًا للجرام، بدعم من تعافي الأسعار العالمية في نهاية الجلسة، إلى جانب ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري داخل البنوك.
التحليل الفني والاتجاه المتوقع
- عالميًا، ارتد سعر الذهب من المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا قرب مستوى 3300 دولار للأونصة، ليستقر فوق مستوى 3325 دولارًا، والذي يمثل تصحيح فيبوناتشي 38.2%، في حين تظهر مؤشرات الزخم حيادية.
- محليًا، يحاول الذهب الحفاظ على التداول فوق مستوى 4650 جنيهًا، بعد أن اكتسب بعض الزخم الإيجابي الذي أبعده عن حاجز 4600 جنيه، مع دعم مستمر من تحركات الدولار أمام الجنيه.
توقعات المرحلة المقبلة
في ظل تداخل عدد من العوامل، من بينها التوترات التجارية، وعوائد السندات، وتحركات الدولار، يتوقع أن يواصل الذهب تحركه العرضي على المدى القصير، مع ترقب واضح لما ستسفر عنه قرارات الفيدرالي الأمريكي وتصريحات ترامب خلال الأيام المقبلة.
محليًا، يظل سعر صرف الدولار عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاه الذهب، مع توقعات باستمرار الدعم في حال واصل الدولار مكاسبه أمام الجنيه.