أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدول النامية تواجه فجوة تمويلية هائلة تتجاوز 4 تريليونات دولار سنويًا، ما يُمثل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة. جاء ذلك خلال كلمته أمام قمة دول مجموعة “بريكس”، حيث شدد على أهمية ضمان حصول تلك الدول على تمويل ميسر.
وأشار مدبولي إلى أهمية دور “بنك التنمية الجديد”، الذي أنشأته مجموعة بريكس، في تقديم التمويلات بالعملات المحلية، وتفعيل منصة الاستثمار الجديدة التابعة له، خاصةً في دعم الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص داخل دول المجموعة.
ودعا رئيس الوزراء إلى تعزيز التعاون بين البنوك المركزية في دول بريكس، والعمل على تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة المجموعة للمدفوعات عبر الحدود، لتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية وتحقيق قدر أكبر من الاستقلال المالي.
وأوضح أن العالم يشهد تراجعًا في فاعلية النظام الدولي والعمل متعدد الأطراف، وسط أزمات معقدة ومتلاحقة، ما يضاعف الضغوط على الدول النامية التي تعاني من تصاعد أعباء الدين والتضخم وصعوبة تمويل مشروعات البنية التحتية الحيوية.
وأشار إلى أن هذه الأوضاع تفاقمت بسبب التوترات والصراعات الجيوسياسية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ما أدى إلى مشكلات متفاقمة مثل الهجرة غير الشرعية وتهجير السكان قسرًا.
وشدد مدبولي على إيمان مصر بضرورة تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة، لمواجهة التحديات العالمية المركبة، مؤكدًا أهمية التضامن الدولي وتكثيف العمل المشترك.
كما أكد على دور القطاع الخاص كعنصر محوري في التنمية، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في دول بريكس والدول الشريكة، خاصة في مجالات الطاقة والتصنيع والزراعة.
وأعرب عن ترحيب مصر بالجهود البرازيلية لصياغة “بيان قادة بريكس حول الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي”، باعتباره خطوة مهمة لضمان الوصول العادل إلى التقنيات الحديثة وسد الفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب.
وفي ختام كلمته، شدد مدبولي على حاجة دول “بريكس” إلى خارطة طريق عملية لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات في التقنيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا التزام مصر الكامل بتعزيز التعاون مع دول المجموعة لتحقيق الأهداف المشتركة.