في قلب مدينة العاشر من رمضان، تقف “لاروش” كواحدة من أيقونات الصناعة المصرية الحديثة.. حيث تلتقي الحِرَفية الأصيلة بالتكنولوجيا المتطورة، وينبع من بين خطوط إنتاجها منتج يحمل ختم الجودة ويليق بأن يُكتب عليه بكل فخر: “صُنع في مصر”.
تسير “لاروش” بثبات لتؤكد أن الصناعة المصرية قادرة على المنافسة عالميًا.. بخبرة رجال يعرفون قيمة الخشب، ويؤمنون بأن التصميم الجيد لا يُولد صدفة، بل يُصنع بشغف وإتقان.
بين جيل الخبرة والشباب.. “لاروش” تخلق جسراً بين الحرفة والتكنولوجيا في صناعة الأثاث
في البداية أكد المهندس مجدي درياس، رئيس مجلس إدارة مصنع “لاروش” لصناعة الأثاث، أن رحلته مع الصناعة بدأت في مصنع صغير بجسر السويس على مساحة 800 متر فقط، حيث كان يعتمد على مجهود فردي وتقنيات بسيطة، ومع مرور الوقت، ازداد الطلب واتسعت الرؤية، ما دفعه للانتقال إلى مدينة العاشر من رمضان، وبناء أول مصنع من دورين.
وأوضح أن التوسع لم يتوقف عند هذا الحد، بل تم إضافة ثلاثة أدوار جديدة مع زيادة الطلب، ليتم بعد ذلك تأسيس مصنع متكامل متخصص في التشطيبات النهائية في عام 2005، كخطوة استراتيجية لتطوير الجودة وتعزيز القدرة التنافسية.
م. مجدي درياس: نصدر منتجاتنا بتصميمات عصرية.. وتحمل فخر “صُنع في مصر”
وتحدث درياس عن أول تجربة تصديرية خاضها المصنع عام 2001 إلى فندق في أيرلندا، والتي شهدت تحديات كبيرة بعد اكتشاف خلل في إحدى الخامات، مما اضطر المصنع لإعادة تصنيع جميع القطع على نفقته الخاصة.
وأكد أن هذا الموقف الصعب ساهم في تعزيز ثقة العميل، وفتح أمام المصنع أبواب العمل في أوروبا على مدى سنوات طويلة، حتى وصلت نسبة التصدير في بعض السنوات إلى 92%.
وأشار إلى أن المصنع اليوم يصدر منتجاته إلى أمريكا والخليج وأفريقيا، ويسعى للتوسع في أسواق شرق وغرب أفريقيا، مؤكدًا أن الذوق العالمي يتغير، والكلاسيك لم يعد الأكثر طلبًا، لكنه سيبقى له مكانته الخاصة.

“لاروش” تعتمد أحدث تكنولوجيا CNC لضمان دقة التقطيع والتشطيب
من جانبه، قال المهندس إيهاب درياس، المدير التنفيذي لمصنع “لاروش”، إن المصنع يعتمد على تكنولوجيا متطورة في كافة مراحل التصنيع، بدءًا من ماكينات الـCNC المستخدمة في التقطيع، مرورًا بالمكابس والتجميع، ووصولًا إلى مرحلة الدهانات والجودة، حيث يُدار المصنع بنظام الـSAP العالمي، الذي يراقب الأداء والإنتاج لحظة بلحظة.
وأكد درياس أن “لاروش” تغطي جميع احتياجات الأثاث، من غرف النوم والمعيشة والطعام، إلى جانب تصنيع الأبواب المقاومة للحريق، المعتمدة دوليًا بشهادات الجودة البريطانية.
م. إيهاب درياس: ننتج 1200 باب شهريًا ونغطي السوقين المحلي والعالمي

ولفت إلى أن المصنع ينتج شهريًا أكثر من 1200 باب، و900 دريسنج، إلى جانب غرف كاملة تُصمم حسب الطلب.
وأوضح أن المصنع يعمل به أكثر من 200 عامل وفني، منهم 150 داخل المصنع و50 لتركيب المنتجات في الخارج، ضمن مساحة تشغيلية تبلغ 11,000 متر مربع.
وأشار إلى أن “لاروش” تعتمد على السلامة المهنية بشكل صارم، حيث تُعلّق الإرشادات والتحذيرات داخل كل قسم، لضمان بيئة عمل آمنة ومنضبطة.
وتابع درياس: “لدينا ماكينة مميزة تُعرف باسم ‘فيكي’، وهي الوحيدة في الشرق الأوسط، وتتمتع بسرعة إنتاجية عالية، ومعايير أمان دقيقة، ولا يمكن تشغيلها إلا بواسطة مهندسين ومشرفين مدربين على أعلى مستوى”.
200 عامل وفني يديرون 11 ألف متر من التكنولوجيا في “لاروش”
وشدد على أن نظام الـSAP الذي يعمل به المصنع، يمنح الإدارة القدرة على مراقبة كل قطعة تمر داخل خط الإنتاج، من لحظة دخول العامل حتى خروج المنتج، مؤكدًا أن هذا التنظيم هو ما يميز “لاروش” عن كثير من المنافسين.
واختتم تصريحاته بالإشارة إلى تطور مفهوم “الدريسنج روم” في السوق المصري، حيث كانت في الماضي مساحة مستقلة، بينما أصبحت اليوم دمجًا عمليًا بين التصميم الحديث والاحتياج الفعلي، لكنه شدد على احترام ذوق العميل دائمًا، حتى لو ظل يسمي الدولاب “دريسنج روم”.
نغطي كل احتياجات الأثاث المنزلي.. ونقود سوق أبواب الحريق في مصر




