في لحظة اختلطت فيها الدموع بالفخر، أعلن محمود عبد الرازق شيكابالا، قائد نادي الزمالك وأسطورته الخالدة، اعتزاله كرة القدم رسميًا، بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقدين من التألق، والعطاء، والانتماء الخالص للقلعة البيضاء.
شيكابالا لم يكن مجرد لاعب… بل كان حالة خاصة، نادرة التكرار. من أول لمسة في الناشئين، حتى آخر هدف بألوان الزمالك، رسم الفهد الأسمر اسمه في قلوب الجماهير، وسطر تاريخه في صفحات المجد الكروي المصري والأفريقي.
من معارك البطولات إلى لحظات الانكسار، ظل شيكابالا وجه الزمالك وصوته وروحه في الملعب وخارجه. كان القائد حين احتاجه الفريق، والملهم حين خفتت الأنوار، والابن البار الذي لم يخذل النادي أبدًا، مهما كانت الظروف.
حقق شيكابالا مع الزمالك 23 بطولة، بينها الدوري والكأس والسوبر المحلي، والكونفدرالية الأفريقية، ليصبح واحدًا من أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ النادي، بل وأكثرهم تأثيرًا في ذاكرة الجماهير.
ورغم العروض، والفرص، والغربة… لم ينس شيكابالا أبدًا من أين بدأ. لم يغيره المال، ولم تغره الشهرة، فظل وفيًا لشعار ناديه، وشجاعًا في الدفاع عنه داخل الملعب وخارجه.
واليوم، وهو يطوي الصفحة الأخيرة من مسيرته، لا نقول وداعًا، بل شكرًا…
شكرًا لمن علّم الأجيال معنى الانتماء.
شكرًا لمن لعب من القلب قبل القدم.
شكرًا لمن كان دائمًا “شيكا” في كل شيء… في المراوغة، في المواقف، وفي الأخلاق.
الزمالك سيفتقد قدمك الساحرة، لكنك ستبقى خالدًا في قلوبنا، وفي مدرجاتنا، وفي كل هتاف يقول:
“واحد بس هو الملك… شيكابالا”.
كل حكاية ليها نهاية… إلا الحكايات اللي بتعيش في القلب.
النهاردة بنعيش لحظة عمرنا ما كنا عايزينها تيجي.
شيكابالا… القائد، والروح، والحلم اللي فضل واقف لآخر نفس، بيعلن اعتزاله.
مش مجرد وداع… ده تكريم لتاريخ عمره ما هيتكرر.
اتفرجوا معانا على اللحظة اللي فيها الدموع بتسابق الكلمات.
وداعًا، المنحنى الجنوبي… رحلة انتهت، ورحلة أخرى ستبدأ من قلب المدرجات.”
هكذا ودّع شيكابالا جماهيره… بكلمات بسيطة، لكن وراها عمر كامل من العطاء والحب والانتماء.
ما قالهوش نجم، قاله مشجع… ابن المدرج اللي هيكمل الرحلة من نفس المكان اللي بدأ فيه.