في حادث مأساوي هزّ الأوساط الرياضية، لقي البرتغالي دييجو جوتا، مهاجم ليفربول الإنجليزي، مصرعه رفقة شقيقه أندريه صباح اليوم، إثر حادث سير مروّع في شمال غرب إسبانيا، ليلفّ الحزن جماهير كرة القدم حول العالم.
تفاصيل الحادث المؤلم
وقع الحادث في مقاطعة زامورا، حين فقد جوتا السيطرة على سيارته من طراز «لامبورجيني Urus» الفاخرة أثناء محاولته تجاوز مركبة أخرى على الطريق السريع A-52 المعروف بخطورته. ووفقًا لشهود عيان، أدى انفجار أحد الإطارات إلى انحراف السيارة واشتعالها بالكامل، ما أسفر عن وفاتهما على الفور قبل وصول فرق الإنقاذ.
السيارة التي احترقت بالكامل منعت إمكانية التعرف على الضحيتين إلا عبر لوحة الترخيص، ما زاد من مأساوية المشهد. ويُعرف طريق A-52 في إسبانيا باسم “طريق رِياس باخاس”، وهو من أخطر الطرق نظرًا لكثرة الحيوانات البرية فيه، وسجله الحافل بالحوادث القاتلة.

فاجعة بعد أيام من الزفاف
المفارقة المؤلمة أن الحادث جاء بعد 10 أيام فقط من احتفال جوتا بزفافه على شريكته روتي كاردوسو، والدة أطفاله الثلاثة، في حفل خاص أقيم يوم 22 يونيو. وكان قد كتب حينها: “نعم للزواج إلى الأبد”، ليصدم الجميع برحيله المفاجئ بعدها بأيام.
ردود الفعل: حزن عالمي ورسمي
الصدمة كانت واضحة على وجوه الجميع، من الجماهير إلى المسؤولين، حيث نعى الاتحاد البرتغالي لكرة القدم لاعبه السابق، مؤكدًا: “جوتا لم يكن فقط لاعبًا رائعًا، بل إنسانًا استثنائيًا.. فقدنا بطلين لن يُعوّضا”.
كما دعا الاتحاد إلى دقيقة صمت في مباراة البرتغال وإسبانيا ببطولة أوروبا للسيدات، تكريمًا لروحه. من جهته، أصدر الاتحاد الأوروبي (اليويفا) بيانًا رسميًا نعى فيه اللاعب، معربًا عن تعازيه العميقة لعائلته ولكل من تأثر بهذه الخسارة الفادحة.
وداع ليفربول
أعلن نادي ليفربول النبأ في بيان مقتضب، طالب فيه باحترام خصوصية عائلة اللاعب وأصدقائه وزملائه، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية، مكتفيًا بالتأكيد على حجم الصدمة والخسارة. وعمّ الحزن في أوساط جماهير “الريدز”، التي كانت ترى في جوتا أحد أعمدة الفريق الهجومية.
رونالدو وقادة الكرة ينعون
كريستيانو رونالدو كتب على منصة “إكس”: “هذا لا يُصدق.. كنا معًا للتو في المنتخب. ارقدا بسلام دييجو وأندريه”. وأضاف: “ستبقى في قلوب أسرتك وأطفالك إلى الأبد”.
أما روبن نيفيس، فقال: “لن أنساك أبدًا، يا أخي”. فيما عبّر جيمي كاراجر، نجم ليفربول السابق، عن حزنه: “نبأ مفجع.. قلوبنا مع زوجته وأطفاله في هذا الوقت العصيب”.
محطات من مسيرة دييجو جوتا
جوتا، الذي وُلد عام 1996، بدأ مسيرته مع باكوش دي فيريرا قبل أن ينتقل إلى أتلتيكو مدريد عام 2016، لكنه لم يشارك فعليًا مع الفريق الأول. أعير إلى بورتو، ثم انتقل إلى وولفرهامبتون، حيث تألق ولفت أنظار ليفربول الذي ضمّه عام 2020. ومنذ ذلك الحين، أصبح جوتا من الركائز الأساسية في هجوم الفريق، وواحدًا من أكثر اللاعبين فعالية في البريميرليغ.
وداعًا جوتا… وداعًا أندريه
قصة حزينة تُضاف إلى سجل من المآسي التي تصيب الرياضيين في ذروة مجدهم. لكن ذكرى دييجو جوتا ستبقى حيّة في قلوب الجماهير، وسيُخلَّد اسمه في سجلات ليفربول والكرة البرتغالية كأحد الموهوبين الذين رحلوا باكرًا جدًا.