في لحظة امتزج فيها الحزن بالفخر، تصدّر محمود عبد الرازق “شيكابالا” عناوين المشهد الكروي، بعدما تواترت الأنباء عن قراره النهائي باعتزال كرة القدم، معلنًا إسدال الستار على مسيرة أسطورية استمرت أكثر من عقدين، سطر فيها الأباتشي اسمه بحروف من ذهب في قلوب جماهير الزمالك وجماهير الوطن العربي كافة.
قرار الاعتزال يُشعل مشاعر الجماهير
فجر الصحفي عمر جاب الله مفاجأة من العيار الثقيل مساء الأحد 29 يونيو 2025، عندما أعلن أن شيكابالا قرر الاعتزال رسميًا، رغم أن عقده ممتد حتى يونيو 2026. وأوضح أن القرار جاء بتنسيق مع إدارة الزمالك التي منحت له حرية اختيار توقيت إنهاء مسيرته.
الخبر أحدث صدمة في الوسط الرياضي، وتفاعل الجمهور الأبيض عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم على إدارة النادي لعدم التحرك السريع في تجديد الدماء والصفقات أو إعلان مدرب جديد، مؤكدين أن شيكابالا يستحق نهاية تليق بتاريخه ومكانته.
ميدو يتدخل.. والإدارة تحاول إقناعه بالبقاء
كشفت تقارير مطلعة أن لجنة التخطيط بنادي الزمالك وعلى رأسها أحمد حسام “ميدو” حاولت التدخل لإقناع شيكابالا بالعدول عن قراره، خاصة في ظل حاجة الفريق إليه كقائد داخل وخارج الملعب. ميدو تواصل مع الأباتشي شخصيًا، مشيرًا إلى أن وقته لم ينتهِ بعد، وأن هناك موسمًا أخيرًا يمكن أن يختتم فيه كل شيء بأسلوب يليق بالأسطورة.
حتى جماهير الأهلي احترمته
رغم التاريخ الطويل من التنافس بين جماهير الأهلي والزمالك، إلا أن أغلب جماهير القلعة الحمراء كانت تعترف دومًا بموهبة شيكابالا الفذة. البعض ربما اختلف معه في بعض التصرفات، لكنه لم يختلف على قدراته الكروية الخاصة.
محمد أبو تريكة، أسطورة الأهلي، قال في أحد اللقاءات: “شيكابالا لاعب موهوب جدًا وبيحب ناديه، وزي ما فيه منافسة، فيه احترام متبادل”، وأضاف: “هو من الناس اللي بتحب الكرة وتعشقها، وده واضح في طريقة لعبه”.
عماد متعب قال في تصريح تلفزيوني: “مهما اختلفنا في الملعب، لكن شيكا من أكتر اللاعبين المهاريين في مصر، وكان بيعمل حاجات صعبة على أي مدافع”.
إسلام الشاطر قال على قناة الأهلي: “من أكتر اللاعبين اللي اتظلموا إعلاميًا، موهبته لا نقاش فيها وكان يستحق فرص أكبر خارج مصر”.
لم تكن هذه الإشادات سوى جزء من سيل طويل من كلمات الثناء التي أطلقها نجوم الكرة والإعلام في حق شيكابالا، ممن عرفوا موهبته عن قرب أو تابعوا سحره من بعيد، وغيرهم كثيرون ممن أجمعوا على أنه أحد أبرز من أنجبتهم الملاعب المصرية والعربية
عشق عربي.. شيكابالا ملك قلوب الجماهير
شيكابالا لم يكن نجمًا زملكاويًا فقط، بل أصبح رمزًا شعبيًا عربيًا. جماهير من المغرب وتونس والسودان والخليج كانت تتابعه وتحتفل بأهدافه وتمريراته، ويكفي أن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت خلال الساعات الماضية برسائل وداع من مشجعين عرب أبدوا إعجابهم بتاريخ الأباتشي وروحه داخل الملعب.
لم تكن أقدامه فقط هي ما تلعب… بل كان يلعب بقلبه، وهذا ما جعله أقرب إلى الناس.
من الناشئين إلى القديس الأبيض
بدأت حكاية شيكابالا من قطاع الناشئين بنادي الزمالك، وسرعان ما فرض موهبته وصعد للفريق الأول عام 2002. سجل هدفه الأول في مرمى غزل المحلة وهو في عمر الـ16 فقط، لتبدأ ملحمة امتدت لعشرين عامًا.
خاض خلالها تجارب احترافية في باوك اليوناني وسبورتنج لشبونة، لكنه لم يبتعد عن الزمالك في القلب، وكان دائم العودة للبيت الأبيض مهما طال الغياب.
في موسم 2010-2011، ورغم حالة عدم الاستقرار، تُوِّج هدافًا للدوري، وأثبت أنه قائد بالفطرة، يُقاتل من أجل قميص ناديه في كل مباراة.
مباراة تكريمية أمام عملاق أوروبي
كشفت مصادر مقربة من إدارة الزمالك عن تحضير النادي لمباراة وداع كبرى لتكريم شيكابالا، قد تجمع الأبيض بأحد الأندية الأوروبية الكبرى، في احتفالية تُليق بالأسطورة.
بطولات شيكابالا مع الزمالك:
- الدوري المصري الممتاز:
- 2003
- 2004
- 2021
- 2022
- كأس مصر:
- 2002
- 2008
- 2013
- 2016
- 2018
- 2019
- 2021
- 2025
- كأس السوبر المصري:
- 2002
- 2016
- 2020
- دوري أبطال أفريقيا:
- 2002
- كأس السوبر الأفريقي:
- 2003
- 2020
- 2024
- البطولة العربية للأندية (بطولة الأندية العربية الموحدة):
- 2003
- كأس السوبر المصري السعودي:
- 2003 (أمام الاتحاد السعودي)
- 2018 (أمام الهلال السعودي)
- كأس الكونفدرالية الأفريقية:
- 2019
- 2024
بطولات دولية مع منتخب مصر:
- كأس أمم أفريقيا:
- 2010
- كأس أفريقيا للشباب تحت 17 سنة:
- 2002
شيكابالا، أسطورة الزمالك وقائده التاريخي، توّج بـ23 بطولة خلال مسيرته الكروية، ما بين إنجازات محلية وقارية مع ناديه ومنتخب بلاده. ألقاب تحكي عن نجم موهوب صنع المجد بقميص الزمالك وخلّد اسمه بين الكبار.
كلمة أخيرة
شيكابالا لم يكن مجرد لاعب كرة قدم… بل كان حالة استثنائية، نادرة، لا تتكرر. كان الرمز الذي التف حوله جمهور الزمالك في كل لحظة انتصار وكل وقت أزمة. دخل الملاعب بروح مقاتل، وخرج منها كأيقونة حيّة محفورة في ذاكرة كل مشجع أبيض. بلمسته، بصوته، بحماسه، كان يُشعل المدرجات ويعيد الأمل في أحلك اللحظات. سنواته مع الزمالك لم تكن مجرد مشوار رياضي، بل كانت قصة عشق متبادل، امتزجت فيها الدموع بالضحكات، والهتاف بالتاريخ. اليوم، حين يترجل الفارس، لا يُطوى فصل… بل يُكتب مجد جديد في كتاب الأساطير. شيكابالا لا يودَّع، بل يُحتفل به، لأنه ببساطة… خالد في قلوبنا.
وداعا شيكابالا…