وسط أجواء من الأخوة والتعاون، عُزف السلام الجمهوري لمصر ولبنان في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمقر غرفة بيروت وجبل لبنان، خلال اللقاء الموسع الذي جمع وفد الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال مع كبار ممثلي الهيئات الاقتصادية اللبنانية، برئاسة الأستاذ محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية، وبحضور السفير علاء موسى، سفير جمهورية مصر العربية في بيروت.
وأكد المشاركون في اللقاء أهمية المرحلة الحالية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التعاون بين القطاعين الخاص في البلدين لتعظيم الفرص الاقتصادية ومواجهة التحديات المشتركة.
قال محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية، إن الجمعية المصرية اللبنانية من أوائل الوفود العربية والأجنبية التي تزور لبنان في هذه المرحلة، رغم التحديات التي مرت بها البلاد خلال السنوات الست الماضية. وأضاف: “حققنا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة زيادة في حجم التبادل التجاري، ونتطلع مع الأشقاء المصريين لإزالة العوائق المزمنة التي تعيق حركة التجارة والاستثمار”.
ودعا شقير الشركات المصرية العاملة في قطاعات الغذاء، الدواء، وتكنولوجيا المعلومات، إلى الدخول في شراكات مع المستثمرين اللبنانيين في مشروعات البنية التحتية المطروحة في مصر بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مؤكدًا أن المنطقة كلها أصبحت محل اهتمام عالمي وعلينا أن نستعد لذلك بمشروعات جادة ومشتركة.
من جانبه، أكد المهندس فتح الله فوزي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية اللبنانية، أن اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال في البلدين تفتح آفاقًا حقيقية لزيادة التبادل التجاري، مشددًا على أهمية تكثيف التعاون في القطاعات الإنتاجية، والاستفادة من القاعدة الصناعية والزراعية القوية في مصر لتلبية احتياجات السوق اللبناني.
وأشار فوزي إلى أن الجمعية مستعدة للتنسيق لعقد ورش عمل مشتركة وتقديم حلول واقعية للعوائق التي تواجه المستثمرين.
وأشاد السفير علاء موسى بالتطورات السياسية الإيجابية في لبنان، مؤكدًا أن الحكومة الجديدة بقيادة دولة الرئيس نواف سلام تتحرك بإرادة واضحة لمعالجة الإرث الاقتصادي الصعب.
وأضاف موسى: “شهدنا مؤخراً فائضاً في العملات الأجنبية لدى البنوك اللبنانية، ومصر تفتح ذراعيها للاستثمارات اللبنانية، ونؤمن بأهمية القطاع الخاص في تحقيق طفرة حقيقية في العلاقات بين البلدين”.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بلغ نحو 1.1 مليار دولار لصالح مصر، لكن لا يزال الرقم أقل من الإمكانات المتاحة، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون المشترك وتذليل العقبات عبر اللجنة العليا المشتركة.
وأكد فؤاد حدرج، نائب رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة في مسيرة التعاون الاقتصادي المصري اللبناني، وأن الجمعية تؤمن بأن القطاع الخاص هو المحرك الحقيقي للنمو والتكامل بين البلدين، في ظل دعم الحكومتين وحرص السفارتين على تهيئة بيئة أعمال جاذبة ومستقرة.
كما بحث الجانبان المصري واللبناني فرص التعاون المشترك في إعادة إعمار سوريا، من خلال الدخول في مشروعات لوجستية وصناعية مشتركة.
وأكد المهندس فتح الله فوزي، خلال اللقاء، دعم الجمعية الكامل لتنسيق وفد عمل مشترك إلى سوريا، بالتعاون مع غرفة بيروت والمستثمرين اللبنانيين، مشيراً إلى إمكانية إنشاء مركز لوجستي لصناعات مواد البناء لخدمة السوق السوري.
وجاءت توصيات اللقاء بضرورة تشكيل مجلس لمتابعة فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري وإزالة العقبات وتنظيم ورش عمل لتعريف المستثمرين باتفاقيات منع الازدواج الضريبي والأنظمة الجمركية، وتعزيز التعاون المالي والمصرفي من خلال تبادل الخبرات الفنية والإدارية، والعمل على تسهيل تسجيل الشركات اللبنانية في مصر، وحل المشكلات المتعلقة بتحويل الأرباح، وتنسيق زيارة ميدانية مشتركة إلى سوريا خلال الفترة القادمة لبحث مشروعات إعادة الإعمار.




