استرد الذهب جانبًا من خسائره في السوقين المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومًا بتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي على الساحة الدولية، بحسب تقرير صادر عن منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفعت إلى 4610 جنيهات لعيار 21، بعد أن سجلت انخفاضًا مؤقتًا إلى 4585 جنيهًا صباح اليوم، متأثرة بتراجع سابق في أسعار المعدن الأصفر عالميًا. وعلى الصعيد الدولي، استعادت الأوقية بعضًا من خسائرها لتسجل 3300 دولار، مقارنة بتراجع سابق إلى 3245 دولارًا، في ظل اضطرابات اقتصادية دفعت المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.
وسجل الذهب عيار 24 نحو 5269 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3951 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 36880 جنيهًا، وفقًا لبيانات “آي صاغة”.
وأشار إمبابي إلى أن تعافي الذهب جاء مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي، على خلفية قرار قضائي فيدرالي أمريكي بوقف تنفيذ رسوم جمركية فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ما أدى إلى تقويض قوة العملة الأمريكية وزيادة الإقبال على الذهب.
القرار القضائي، الصادر عن محكمة في نيويورك، اعتبر أن فرض الرسوم تجاوز الصلاحيات الممنوحة بموجب قانون السلطات الاقتصادية الطارئة، ما أشعل مواجهة قانونية دفعت البيت الأبيض لتقديم استئناف عاجل.
في المقابل، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات السياسة النقدية الأمريكية، خاصة مع ما كشفه محضر اجتماع الفيدرالي المنعقد في 6 و7 مايو، والذي أشار إلى تحديات تضخمية مستمرة وتباطؤ في سوق العمل، مما يزيد من تعقيد قرارات السياسة المالية في المرحلة المقبلة.
ورغم تثبيت أسعار الفائدة بين 4.25% و4.5%، حذّر رئيس الفيدرالي جيروم باول من التسرع في اتخاذ خطوات جديدة قبل تقييم تداعيات السياسات الحكومية الأخيرة. ومن المنتظر أن تصدر غدًا بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، المقياس المفضل للفيدرالي لقياس التضخم، وسط توقعات بتسجيل نمو سنوي بنسبة 2.5%.
وبينما تتصاعد التحذيرات من دخول الاقتصاد العالمي في حالة “ركود تضخمي”، لا يزال الذهب يتمتع بزخم قوي، معززًا مكانته كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتقلبة.