أعلن المهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، عن إطلاق برنامج شامل لتطوير وتأهيل الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصناعي، بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة، بهدف رفع كفاءة المصانع المحلية وتمكينها من المنافسة إقليميًا ودوليًا.
وأوضح المهندس أن البرنامج يستهدف في مرحلته الأولى تأهيل 400 شركة صناعية في كل من القاهرة والإسكندرية، بواقع 200 شركة في كل محافظة، مشيرًا إلى أن عددًا من المناطق الصناعية الأخرى مثل العاشر من رمضان و6 أكتوبر والمنطقة الصناعية في برج العرب ستنضم للمرحلة التالية، حيث تم حصر ما يقرب من 500 شركة في العاشر وحدها، و400 شركة في أكتوبر.
وأكد رئيس الغرفة في تصريحات خاصة لموقع صناع مصر أن البرنامج لن يتم تنفيذه بأسلوب مركزي تقليدي، بل سيتم تخصيص دورات تدريبية ميدانية في المحافظات والمناطق الصناعية نفسها، لتقليل أعباء الانتقال على الشركات، مع توجيه المحاضرات بشكل يتناسب مع التخصصات الصناعية المستهدفة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من التدريب ستنطلق في يونيو المقبل، وتشمل قطاعات ذات أولوية، منها الصناعات الطبية، الأجهزة المنزلية، الصناعات المغذية للسيارات، والآلات والمعدات، مؤكدًا أن التصنيف القطاعي يساعد على تخصيص محتوى تدريبي أكثر دقة وفاعلية.
وأضاف أن تنفيذ البرنامج يتم عبر مركز تحديث الصناعة الذي يمتلك الصلاحيات القانونية للتعاقد مع الجهات الاستشارية الأكثر كفاءة، مما يضمن مستوى أعلى من الجودة الفنية. وبيّن أن غرفة الصناعات الهندسية تعمل على استغلال فروعها بالمحافظات كمراكز تدريبية بالتعاون مع شركاء محليين، مثل بنك مصر في الإسكندرية.
وفيما يخص التعاون الدولي، أشار المهندس إلى أن البرنامج يحظى بدعم من السفارات الأجنبية والجهات المانحة، التي بدأت بالفعل في التنسيق مع الغرفة بناءً على تقارير سابقة رفعت من ممثليها حول جدية المبادرة. ولفت إلى أن وزارة الصناعة واتحاد الصناعات المصرية يدعمان المشروع باعتباره جزءًا من الرؤية القومية للنهوض بالصناعة الوطنية.
وعن أهمية بناء نموذج وطني ناجح لتطوير الصناعة، استشهد المهندس بتجربة “توشيبا العربي”، التي اعتبرها نموذجًا يُحتذى به في الالتزام بالجودة، وخدمات ما بعد البيع، والشراكة اليابانية الناجحة التي أسهمت في صناعة منتج يحمل اسم مصر بافتخار.
واختتم المهندس تصريحاته بالتأكيد على أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري للاقتصاد، ولا يمكن تحقيق نهضة صناعية حقيقية بدون تأهيل الكيانات الإنتاجية الصغيرة ومساعدتها على مواكبة التطورات التكنولوجية، داعيًا المصنعين للمشاركة بفعالية في البرنامج والاستفادة من الفرص المتاحة.