أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية أن أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، التي تتفاقم مع اقتراب عيد الأضحى، تعكس التراجع الحاد في الثروة الحيوانية، مشيرة إلى أن تنميتها تبدأ من دعم حلقات الإنتاج الأساسية وعلى رأسها قطاع الأعلاف، الذي يعتمد على الاستيراد بنسبة تتجاوز 80%.
وقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس الجمعية، إن الثروة الحيوانية تسهم بنحو 10% من الناتج المحلي وتوفر فرص عمل لنحو 10 ملايين مواطن، إلا أن أزمة الأعلاف، وارتفاع التكلفة، تسببا في خروج نحو 30% من الجزارين من منظومة الإنتاج، وعزوف 70% من صغار المربين عن تربية المواشي، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وأضاف عبد الغني أن أعداد رؤوس الماشية تراجعت من نحو 19.9 مليون إلى 8.1 مليون رأس فقط، مما رفع الاعتماد على اللحوم المستوردة إلى 60% من الاحتياجات، بتكلفة تقارب 1.2 مليار دولار سنويًا، في وقت تأتي فيه مصر في المرتبة 147 عالميًا في معدلات استهلاك اللحوم.
وأوضح أن أبرز التحديات التي تعرقل نمو القطاع تشمل نقص المراعي، والذبح العشوائي للإناث، واعتماد أساليب تقليدية في التربية، إلى جانب ضعف تمويل مصانع الأعلاف الصغيرة، والتي لا تغطي سوى 20% من الاحتياجات المحلية.
وأشار عبد الغني إلى أن الدولة بدأت خطوات إصلاحية بإعفاء الإضافات العلفية المسجلة في وزارة الزراعة من ضريبة القيمة المضافة، إلا أن استمرار التباين في تطبيق هذا الإعفاء من قبل مصلحة الجمارك يتطلب تدخلاً لتحديد قائمة واضحة ومحفزة.
ودعا إلى إطلاق حوافز ضريبية وتمويلية جديدة لمصانع الأعلاف، وتحسين السلالات الحيوانية، وتوسيع برامج الدعم البيطري والتدريب لصغار المربين، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 بالوصول إلى 70% من الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء.