أكد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال مشاركته في فعاليات المنتدى التركي العربي 2024، الذي استضافته مدينة اسطنبول/ تركيا، أن تركيا التي يصل حجم اقتصادها إلى حوالي تريليون دولار والعالم العربي الذي يتجاوز حجم اقتصاد 3 تريليون دولار، في حين معدلات النمو فيهما كانت جيدة بالمقارنة مع الأحداث العالمية المتسارعة، ليسا مجرد مشاركين في الاتجاهات الاقتصادية العالمية، بل إنهما يعملان بفاعلية على تشكيل ملامح أسواق الغد، حيث أن منطقتنا تتطور، وموضوع هذا المنتدى هو في حد ذاته “ممر عالمي للاستثمار والتجارة والتكنولوجيا” يعكس المرحلة التحوليّة التي نخوضها معاً.
جاء ذلك بمشاركة امين عام جامعة الدول العربية الدكتور أحمد ابو الغيط، رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية رفعت أوغلو، وزير المالية التركي محمد شيمشك، وعدد من وزراء المالية العرب وهم: وزيرة المالية في دولة الكويت نورة سليمان سالم الفسام، وزير المالية العراقي طائف سامي محمد، وزير المالية في سلطنة عمان سلطان بن سالم بن سعيد الحبسي، وزير المالية المصري محمد كوشوك، وزير المالية الليبي خالد المبروك، بإلإضافة الى شخصيات رسمية واقتصادية بارزة من الجانبين العربي والتركي.
ولفت إلى أن الهدف ليس زيادة حجم التجارة البينية من ٩٠ مليار دولار إلى ١٠٠ مليار دولار او ١٣٠ مليار دولار، بل المطلوب العمل على جعل العلاقة ترقى إلى مستوى التحالف والشراكة الاستراتيجية، حيث أن المشهد العالمي يتغير، وفي بيئة التغيير السريع هذه، فإن قدرتنا الجماعية على التغيير والابتكار والتكيف والقيادة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. فتركيا والعالم العربي يتميزان بموقع فريد، وبالتالي فإن مواقعنا الاستراتيجية، ومواردنا الغنية، واقتصاداتنا النابضة بالحياة تشكل حلقة وصل تربط بين القارات والثقافات والتجارة.
ونوه إلى أنه اليوم، ينبغي أن نستكشف كيف يمكننا الاستفادة من نقاط القوة هذه لخلق سبل جديدة من
للنمو والشراكة. وكيفية البناء على الأسس المتينة التي أرساها العقد الماضي، وكيفية تسخير قوة التكنولوجيات الجديدة، وكيفية تحويل اقتصاداتنا لتكون أكثر مرونةً واستدامةً واستشرافًا للمستقبل.
وأعتبر امين عام الاتحاد انه في عالم تتزايد فيه الخطوط الفاصلة بين المادي والرقمي، المحلي والعالمي فإن المناقشات لا تتعلق فقط بما يمكننا تحقيقه الآن، بل تتعلق بكيفية تمهيد الطريق للمرحلة القادمة من تطورنا الاقتصادي. يجب أن نتعمق في الفرص الناشئة في مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية، والنظر في كيفية تعزيز الابتكار الذي لا يدفع عجلة النمو الاقتصادي فحسب، بل يحسّن جودة الحياة أيضًا في جميع أنحاء مناطقنا.
ورأى أن القطاع الخاص في كلا الجانبين حيث يمثل القطاع العربي يساهم بنسبة ٧٥ في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وكذلك بالنسبة إلى خلق فرص العمل، وبالتالي يستطيع القطاع الخاص ان يلعب دورا بارزًا واستثنائيا على صعيد الطريق التعاون الذي لا بديل عنه بالنسبة لنا، حيث لن يُقاس نجاح تركيا والعالم العربي بالمقاييس الاقتصادية فحسب، بل بقدرتنا على خلق قيمة مشتركة، وبناء شراكات تتخطى الحدود، والمساهمة بشكل هادف في تحقيق الازدهار العالمي.
ودعا الدكتور خالد حنفي إلى الاسترشاد وفهم أن أعمالنا هنا سيكون لها آثار بعيدة المدى. وبالتالي مناقشة رؤيتنا نحو مستقبل تتحد فيه تركيا والعالم العربي كقادة في الاقتصاد العالمي.
وختم بالقول إنني أتطلع إلى الرؤى والأفكار التي ستنبثق من منتدى اليوم، وأنا واثق من أننا سنتمكن معًا من إطلاق إمكانات جديدة وإنشاء ممر مزدهر من التجارة والاستثمار والابتكار الذي سيعود بالنفع علينا جميعاً.