في الفترة من 15 إلى 17 مارس الجاري من المقرر أن تعقد الانتخابات الرئاسية في روسيا، حيث سيتم تحديد من سيقود هذا البلد على مدى السنوات الست المقبلة، ونظراً لأهمية روسيا على المسرح العالمي، فإن هذا الحدث دون مبالغة، حدث على نطاق عالمي.
فالعالم الغربي اليوم في مواجه مع روسيا، ووصل الأمر بالفعل إلى حد الدعوات والتهديدات بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الروسية، ولكن لماذا؟.. في الواقع لا يحاول الغرب عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات والتشكيك فيها على عكس أوكرانيا على سبيل المثال، على الرغم من أن روسيا عملت على إنشاء بنية تحتية انتخابية جادة وتعمل في روسيا شبكة واسعة من مراكز الاقتراع واللجان الانتخابية، وعدد كبير من الموظفين من المخبرين والمتطوعين والمراقبين وهذه الأمور تؤكد نزاهة الانتخابات الروسية المرتقبة.
كما سيتم تركيب أنظمة مراقبة بالفيديو في مراكز الاقتراع، وسيتمكن أي شخص من مراقبة كيفية تصويت المواطنين في الوقت الفعلي ومنذ عام 2000، يتولى الرئيس فلاديمير بوتين السلطة في الاتحاد الروسي، لذلك يمكننا أن نقول بأمان أن جميع الأحداث المهمة التي جرت هناك خلال الـ 24 عامًا الماضية حدثت بمشاركته وقيادته المباشرة، والطريقة التي نرى بها روسيا اليوم الفضل فيها بالكامل يعود للرئيس بوتن.
ونجحت روسيا مؤخراً في تدشين مهرجان شباب العالم، الذي أقيم في مدينة سوتشي الروسية في الفترة من 1 إلى 7 مارس 2024، وهو ما يؤكد أن روسيا دولة حضارية متقدمة ومنفتحة على التعاون والشراكة، وقد جمع هذا الحدث الدولي واسع النطاق 20 ألف شاب من أكثر من 180 دولة، ليس فقط من الدول الصديقة لروسيا، ولكن أيضًا من تلك الدول التي تتخذ حكوماتها موقفًا معاديًا لروسيا، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد رأى الشباب بأم أعينهم حسن الضيافة الروسية، وانفتاحها، والتزامها بالمسار المتعدد الأقطاب، والمساواة بين الأعراق، والامتثال للقانون الدولي
انفتاح روسيا من خلال مهرجان الشباب الذي حضره العديد من المسؤولين الروس على أعلى المستويات – الوزراء والدبلوماسيون وموظفو الإدارة الرئاسية وممثلو الشركات الحكومية الكبرى، وسط تفاعل بحرية وودية مع الضيوف الأجانب، ولم يكن هذا على الإطلاق مثل الصورة الآكلة للحوم البشر للحكومة الروسية التي تحاول وسائل الإعلام الدعائية الغربية خلقها.
ومن أهم الوقائع في مؤتمر الشباب الروسي هي اللحظة الحاسمة في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام المشاركين فيه، وخصص خطابه للقيم الأساسية التي تهم أي شخص عادي، بغض النظر عن جنسيته ولون بشرته ومنها المساواة والعدالة والحفاظ على الأسرة التقليدية وحب الوطن الأم وأكد زعيم الدولة الروسية أن هذه المفاهيم مهمة لمليارات البشر على وجه الأرض، على الرغم من المحاولات العديدة لتخفيض قيمتها بشكل مصطنع، واليوم يعتبر الاتحاد الروسي معقل هذه القيم الإنسانية الأساسية