“حلمي تحقيق أسعد اللحظات لكل الناس، كل يوم” عبارة تلخص سر النجاح الذي حققه ماجد الفطيم، في البيزنس و أعمال الخير التي طافت 14 دولة، وفاضت روحه إلى بارئها اليوم الجمعة.
رحل ماجد الفطيم، صاحب إحدى كبرى السلاسل التجارية في الشرق الأوسط، تاركاً خلفه إرثاً من الأفكار الإبداعية التي ساهمت في نهضة بلاده، ولم تتوقف مسيرة الراحل عند النجاحات الاقتصادية بل صاحبها مشروعات خيرية ضخمة خلدت اسمه و حفرته في ذاكرة قطاع عريض من الوطن العربي.
رحلة ماجد الفطيم
ماجد الفطيم الذي نشأ في أسرة تجارية، بدأ مسيرته المهنية في القطاع المصرفي، حيث عمل في بنك عمان ثم بنك المشرق، قبل أن يقنع والده وعمه في بداية الخمسينيات باستيراد 50 سيارة تويوتا، تم بيعها بأسرع مما توقعا وحققت لهما أرباحاً جيدة، بعدها تم تأسيس شركة بينه وبين ابن عمه عبد الله سميت حينها باسم الوالدين “شركة حمد ومحمد الفطيم”.
وفي عام 1955، سافر ماجد إلى طوكيو ليعود ومعه توكيل سيارات “تويوتا”، الذي بدأ به عمله الخاص وحقق فيه نجاحاً كبيراً لفت إليه الأنظار، بحسب صحيفة “الاتحاد الإماراتية” التي وصفته بالنموذج للمستثمر الوطني، الذي عاصر نهضة البلاد.
وكانت النقلة النوعية في حياة الفطيم المهنية عام 1992، عندما أسس مجموعة “ماجد الفطيم القابضة”.
وتتخصص هذه المجموعة الرائدة في تطوير وإدارة مراكز التسوق مثل “كارفور” في الشرق الأوسط وإفريقيا ووسط آسيا، والمدن المتكاملة ومنشآت التجزئة والترفيه على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، بحسب موقع مجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج.
40 ألف موظف حصيلة استثمارات طافت 14 دولة .. و مسيرة حافلة من المشروعات الخيرية
وتوسعت المجموعة حول العالم منطلقة من الإمارات إلى 15 دولة، ويعمل فيها حاليا أكثر من 40 ألف موظف.
وتدير المجموعة 21 مركز تسوّق و12 فندقا وتتولى إدارة أكثر من 210 متجراً في 14 دولة، بالإضافة إلى 3 مشاريع مدن متكاملة والعديد من المشاريع قيد الإنشاء.
إلى جانب ذلك تمتلك مجموعة «ماجد الفطيم» رخصة حصرية لتشغيل الهايبر ماركت للشركة الفرنسية «كارفور» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا.
وتدير شركة «ماجد الفطيم» عددًا من المراكز التجارية والفنادق، منها: (مول الإمارات في دبي، مول مصر في القاهرة)، ومشاريع مجموعته: (دالكيا الشرق الأوسط، ماجد الفطيم أوريكس، ماجد الفطيم لتجارة التجزئة، شركة ماجد الفطيم لإداراة الأصول العقارية).
ثروة ماجد الفطيم
تتباين الإحصائيات حول ثروته، حيث تتراوح بين 3.6 إلى 6.05 مليار دولار.
وصنفت مجلة «فوربس» ماجد الفطيم في المرتبة الثالثة ضمن قائمة «الأثرياء العرب لعام 2021» بثروة قدرت بـ 3.6 مليار دولار، فيما احتل المرتبة رقم 831 عالميًا.
أما مؤشر «بلومبرج للمليارديرات» فجاء تصنيف ماجد الفطيم لـ 2021 في المرتبة 476 ضمن مؤشر «بلومبرج»، بصافي ثروة نحو 6.05 مليار دولار.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، نعى رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم، ووصفه بأنه أحد أهم تجار دبي وكبار رجالاتها.
وقال في تغريدة نشرها في “توتير” اليوم: “رحم الله أخونا ماجد الفطيم، رجل الأعمال المبدع ، وأحد أهم تجار دبي وكبار رجالاتها… وصاحب عطاء للوطن وخير لا ينقطع.. آخر قراراته كان توظيف 3000 مواطن … رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. آمين”.
وكتب الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي على تويتر: “رحم الله ماجد الفطيم ..أحد رواد الأعمال الذين عاصروا نهضة الدولة.. وكان من رموز العمل الخيري والإنساني، ونموذجاً لرجل الأعمال الوطني الناجح الذي أدرك مسؤوليته تجاه مجتمعه.. خالص العزاء إلى أسرته الكريمة”.