تشهد أسعار الذهب في البورصة العالمية تذبذب خلال تداولات اليوم الثلاثاء وذلك بعد انخفاض خلال جلسة الأمس، بينما يقدم الذهب على تسجيل أكبر ارتفاع شهري منذ 11 شهر منذ نوفمبر 2022 بسبب تدفقات الملاذ الآمن على الذهب منذ بداية الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني.
تتداول أسعار الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1997 دولار للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى عند 1999 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 1990 دولار للأونصة، وذلك بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.50%.
التذبذب خلال تداولات اليوم في أسواق الذهب يأتي في ظل متابعة الأسواق لنتائج اجتماعات البنوك المركزية التي تصدر هذا الأسبوع بعد صدور اجتماع المركزي الياباني اليوم، وذلك في محاولة لمعرفة مستقبل الاقتصاد العالمي إلى جانب استمرار عدم اليقين في الأسواق بسبب التصعيد المستمر في الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني.
الذهب مستمر في التحرك تحت المستوى 2000 دولار للأونصة فيما يبدوا تحرك مؤقت في انتظار اجتماع البنك الفيدرالي يوم غد والذي قد يساعد على تحديد اتجاه جديد للدولار وبالتالي للذهب.
التوقعات تشير أن البنك الفيدرالي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، وأن رئيس البنك جيروم باول لن يغير في حديثه ليستمر في الإشارة إلى الاعتماد على البيانات مع إبقاء الباب مفتوح لرفع جديد في أسعار الفائدة.
أعلن مجلس الذهب العالمي تقريره عن أوضاع الذهب خلال الربع الثالث من 2023، ليشير أن الطلب من قبل البنوك المركزية العالمية لا يزال مرتفع ليسجل وتيرة شراء هي الأعلى منذ العام الماضي، حيث ارتفع الطلب على الذهب باستثناء البورصة خلال الربع الثالث بنسبة 8% بينما ارتفع الطلب من البنوك المركزية منذ بداية العام بنسبة تفوق 14% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ليصل مستوى قياسي جديد بلغ 800 طن من الذهب.
كما ارتفع الطلب على الذهب متضمن التداول في البورصات بنسبة 6% على أساس سنوي ليصل إلى 1267 طن من الذهب وخلال الربع الثالث وحده ارتفع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية بمقدار 337 طن وهو ثالث أكبر مستوى شراء خلال ربع سنوي في بيانات مجلس الذهب العالمي، ولكنه أقل من مشتريات البنوك في الربع الثالث من عام 2022 عندما كان بقيمة 459 طن.
الطلب الاستثماري من خلال صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في الربع الثالث وصل إلى 157 طن ذهب، على الرغم من ارتفاعه بنسبة 56% على أساس سنوي، إلا أنه يظل ضعيفا مقارنة بمتوسط الخمس سنوات البالغ 315 طن. حيث خسرت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب عالمياً 139 طن في الربع الثالث متمثل في خروج استثمارات من الصناديق الاستثمارية بأقل من التدفقات الخارجة من الربع الثالث عام 2022 بمقدار -244 طن.
وانخفض الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية بنسبة 14% على أساس سنوي إلى 296 طن بقيادة انخفاض حاد في الطلب من المنطقة الأوروبية. بينما تراجع استهلاك المجوهرات والمشغولات الذهبية بشكل طفيف بانخفاض 2% على أساس سنوي إلى 516 طن بسبب قوة أسعار الذهب.
وصل إنتاج مناجم الذهب إلى رقم قياسي بلغ 971 طن في الربع الثالث، مما ساعد على رفع إجمالي إمدادات الذهب إلى 1,267 طن أعلى بنسبة 6% على المستوى السنوي. بينما وصل إنتاج المناجم منذ بداية العام إلى 2744 طن من الذهب وهو مستوى قياسي جديد.
هذا وقد أشار مجلس الذهب العالمي أن متوسط سعر الذهب خلال الربع الثالث كان عند 1928.5 دولار للأونصة وفقاً لرابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA). وعلى الرغم من انخفاضه بنسبة 2% عن المستوى القياسي المسجل في الربع الثاني، إلا أنه كان أعلى بنسبة 12% مقارنة مع الربع الثالث من العام الماضي. وشهدت العديد من الدول ارتفاع أسعار الذهب المحلية بسبب ضعف العملة مقابل الدولار الأمريكي بما في ذلك اليابان والصين وتركيا.
توقعات البنك الدولي للذهب
أشار البنك الدولي في تقرير له للحديث عن مستقبل السلع، أن الاضطرابات الجيوسياسية قد أثرت مرة أخرى على سوق الذهب، ومن المحتمل أن يؤدي الطلب على الملاذ الآمن إلى ارتفاع الأسعار حيث أن أي تصعيد محتمل في حرب الكيان الصهيوني مع فلسطين سيخلق المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط.
وتوقع البنك الدولي ارتفاع متوسط أسعار الذهب بنسبة 6% خلال عام 2024 ليصل إلى 1900 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى التراجع في العام المقبل.
وفي تقرير منفصل أشار بنك مورجان ستانلي الأمريكي أن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة من الذهب الآن عند أدنى مستوى لها منذ أوائل عام 2020 مع تدفقات خارجة مستمرة تقريبًا منذ أبريل 2022. وهذا يوضح التحدي الذي يمثله الذهب كاستثمار في ظل ارتفاع عوائد السندات.
أسعار الذهب في مصر
ارتفعت أسعار الذهب في مصر ولكن وسط تحركات هادئة وذلك في ظل تراجع سعر الأونصة عالمياً يوم أمس واستقرارها اليوم تحت المستوى 2000 دولار للأونصة في انتظار قرار البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع.
وافتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 2580 جنيه للجرام قبل أن يرتفع بمقدار 10 جنيهات ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2590 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد ارتفاع يوم أمس بمقدار 15 جنيه ليغلق عند المستوى 2575 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 2560 جنيه للجرام.
منذ بداية الأسبوع تشهد أسعار الذهب تحركات هادئة ضمن نطاقات محددة تحت المستوى الرئيسي 2600 جنيه للجرام، وذلك بعد التحركات الحادة التي شهدها سوق الذهب خلال الأسبوع الماضي بسبب التغيرات الكبيرة في سعر صرف الدولار في السوق الموازية والذي يتم تسعير الذهب المحلي من خلاله.
أما عن سوق الدولار الموازي فيشهد حالياً حالة من الارتباك بعد أخبار عن اجتماع غير معلن بين البنك المركزي المصري ورؤساء البنوك نتج عنه قرار فتح حد السحب لبطاقات الائتمان وهو القرار الذي عمل على تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي الأمر الذي انعكس على سعر الذهب المحلي الذي يشهد استقرار وتحركات معتدلة منذ بداية الأسبوع.
وفي سياق منفصل انخفض عجز الميزان التجاري في مصر بنسبة 26.4% خلال التسعة أشهر الأولى من العام ليصل إلى 27.4 مليار دولار بسبب انخفاض الواردات بعد تراجع المعروض من العملة الصعبة.
وخلال نفس الفترة انخفضت واردات مصر السلعية بنسبة 17% إلى 53.6 مليار دولار كما انخفضت الصادرات بنسبة 3% إلى 26.2 مليار دولار بسبب نقص مستلزمات الإنتاج والمواد الخام بسبب عدم توافر الدولار.
وعن أخبار تعدين الذهب فقد تقدمت 10 شركات بعروض للمزايدة العالمية التي تديرها شركة شلاتين للثروة المعدنية بخصوص التنقيب عن الذهب، حيث تقدمت 3 شركات مصرية و7 شركات أجنبية منذ أن تم طرح المزايدة في ابريل الماضي وتأجيل غلق باب التقديم حتى 9 نوفمبر القادم.
هذا وقد انتجت شركة شلاتين 700 كيلو من الذهب منذ بداية العام وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي وقامت بمعالجة 550 كيلو ذهب بدرجة نقاء 9999 ليتم تسليمها إلى البنك المركزي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد أسعار الذهب تذبذب في نطاقات ضيقة خلال تداولات اليوم الثلاثاء حول المستوى 2000 دولار للأونصة، وذلك مع انتظار الأسواق لصدور عدد من البيانات الهامة هذا الأسبوع عن الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
لا يزال يمثل المستوى 1990 دولار للأونصة دعم مؤقت لأسعار الذهب وكسره يدفع السعر إلى منطقة 1975 – 1980 دولار للأونصة ومن بعدها مستويات 1950 دولار للأونصة.
يظل التوجه الرئيسي لسعر الأونصة هو الارتفاع وقد يجد الدعم الكافي هذا الأسبوع للعودة إلى التداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة ومع اختراق المستوى 2010 يستهدف مستويات 2020 و2050 دولار للأونصة حتى الوصول لأعلى قمة تم تسجيلها في مايو الماضي عند 2080 دولار للأونصة.
أما عن السعر في مصر:
التداولات مستمرة تحت المستوى 2600 جنيه للجرام وتتميز باعتدال في تحركاتها منذ بداية الأسبوع، قد نشهد تحركات قوية للذهب بعد اجتماع البنك الفيدرالي يوم غد الأربعاء وهو ما قد يؤثر على تحركات السعر المحلي.
اختراق المستوى 2600 جنيه للجرام يعيد الذهب إلى إعادة اختبار المستوى 2650 وفي حالة اختراقه يستهدف 2700 جنيه للجرام، بينما كسر المستوى 2500 يعيد السعر إلى المستوى 2450 ومن بعده المستوى 2400 جنيه للجرام.