قال المهندس محمد البستاني رئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة وعضو مجلس إدارة غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات إن مصر تخطو خطوات جادة وسباقة في تحقيق الاستدامة البيئية و العمل بالطاقة النظيفة في المشروعات والمدن الجديدة، مشيرا إلى إن الدولة توسعت خلال السنوات الأخيرة في المشروعات التي تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة وعلى رأسها القطار الكهربائي والمونوريل، فضلاً عن إقامة المدن الجديدة المتطورة والتي تهتم بشكل أساسي بتطبيق معايير الاستدامة ومنها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة.
وأشار البستاني في لقاء تليفزيوني إلى أن التوجه للاستدامة أصبح مطلب عالمي لمواجهة التغيرات المناخية التي أثرت بالسلب على العالم خلال السنوات الأخيرة وكانت سببا رئيسيا في الأعاصير والزلازل التي دمرت العديد من الدول خلال الفترة الأخيرة .
وأرجع رئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة ورئيس شركة البستاني للتنمية العقارية السبب في التغير المناخي الى الثورة الصناعية الكبرى التي قامت في أوروبا قبل عام 1900 والتي صاحبت اكتشاف الغاز والبترول و الوقود الاحفوري والذي اعتمدت عليه هذه الدول في إقامة صناعاتها واحداث نهضة في أوروبا، ولكن نتج عن استخدام هذا الوقود تلوث وانبعاثات كربونية على مر السنين أدت الى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتسبب في ثقب الاوزون ونتج عنه تغير في البيئة وبدأت مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم التأثير على جبال الثلج في القطب الشمالي والجنوبي وزيادة منسوب المياه في البحار ودخولها على الشواطئ مما نتج عنه تجريف للأراضي الزراعية وتغير في سلوك الأرض وظهور الأعاصير والزلازل.
حفظ حقوق الأجيال القادمة عن طريق العمارة الخضراء ضرورة حتمية
وأوضح أنه بسبب هذه التغيرات المناخية بدأت دول العالم الحديث عن الاستدامة منذ عام 1980 لحفظ حقوق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية ، كما تم تنظيم مؤتمر الأرض عام 1992 لنفس السبب، وبدأت المؤتمرات تتوالى مرورا بمؤتمر باريس عام 2015 للاستدامة و بحث كيفية خفض الحرارة، حتى استضافت مصر مؤتمر cop27 في شرم الشيخ العام الماضي، والذي خرج بعدد من التوصيات أبرزها أن تقوم الدول العظمى بدعم الدول النامية بـ 100 مليار دولار سنويا لمواجهة أثار التغير المناخي والتوجه للتنمية المستدامة.
وشدد البستاني على ضرورة حفظ حقوق الأجيال القادمة عن طريق العمارة الخضراء والاستدامة، مشيرا إلى أن العمارة الخضراء لها محددات معينة أبرزها توفير حياة جيدة للمواطن عن طريق التقليل من الانبعاثات الكربونية والتلوث، ويبدأ ذلك من التخطيط الجيد للمدينة والمنطقة وحتى العمارة السكنية، مع توفير مساحات خضراء كبيرة وأن تكون المواصلات العامة في هذه المدن تسير بالطاقة النظيفة، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية التوسع في تصميم المباني الأفقية وليست الرأسية لتقليل الخامات الخرسانية المستخدمة مع استخدام الخامات القادمة من الطبيعة في تصميم هذه المباني .
المنشآت المعمارية تستهلك 60% من الطاقة
وأشار إلى أنه خلال الـ 40 سنة القادمة سيتم التقليل من استخدام الخرسانة في انشاء المباني السكنية والإدارية، مؤكدا أن المنشآت المعمارية تستهلك تقريباً 60% من الطاقة لذلك فان التوجه للتنمية المستدامة ضروري جدا للحد من استهلاك الطاقة في هذه المباني.
وأوضح إلى أن قضاء الدولة على العشوائيات يعد أحد خطوات الاستدامة البيئية التي نجحت فيها مصر خلال السنوات الأخيرة .
وأوضح أن مصر تخطو خطوات مميزة حالياً في تصدير التجربة العمرانية الرائدة للدول الإفريقية المجاورة .